The Forty Creedal Principles
الأربعون العقدية
ناشر
دار الآثار
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
٢٠٢١ م
محل انتشار
مصر
ژانرها
فإذا سألتَ: فما مقصدهم من ذلك؟
نقول:
إنما أرادوا أن يؤسسوا أصلًا باطلًا، وهو أن الافتراق الذي عناه الرسول ﷺ إنما هو افتراق الناس إلى المِلل، وليس افتراق أهل الإسلام إلى مذاهب وفرق تنتسب إلى الإسلام، هكذا قالوا.
وعليه فتكون الفرقةُ الناجيةُ التي قال عنها الرسول ﷺ: هي «الْجَمَاعَةُ» - وفي رواية: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» - على تفسيرهم:
هي كل من قال: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، سواء أكان جَهْميًا أم حُلوليًا أم قدَريًا أوقُبوريًا.
وقالوا:
إن الشرك لن يقع في الأمة؛ لحديث النَّبِي ﷺ:
«وَاللَّهِ، مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا»، أي: أن تتنازعوا وتختصموا على الدنيا) (^١)، وقول النَّبِي ﷺ:
«إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» (^٢).
*والصحيح - والله أعلم - أن المراد بقول ﷺ: " «وستفترق أمتي...» ":
هى أمة الإجابة، وليست أمة الدعوة؛ وإنما رجحنا هذا المعنى للسباق والسياق واللِّحاق، ففي السباق ذكر الرسولُ ﷺ افتراق اليهود والنصارى، وهي أمة الدعوة،، وفي اللحاق ذكرَ ﷺ الفرقةَ الناجية، فقال:
«مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي». وفي السياق ذكرَ ﷺ قوله: «وستفترق أمتي...»، فدل أن النبي ﷺ قصد أمة الإجابة فَقَطْ.
ومما يؤيد ذلك:
قوله ﷺ: «وستفترق أمتي...»، أي: إنه أمرٌ سوف يحدث في المستقبل، وأما افتراق اليهود والنصارى فقد تفرقت قبل ذلك؛ ومما يؤيد ذلك: أن المتتبع لفظة "أمتي" التي وردت في الألفاظ النبوية يجد أنها
_________
(^١) رواه البخاري (١٣٤٤).
(^٢) أخرجه مسلم (٢٨١٢).
1 / 26