The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
ناشر
مطبعة سفير
محل انتشار
الرياض
ژانرها
وأول ما اشتدَّ برسول اللَّه ﷺ وجعه في بيت ميمونة ﵂، فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة ﵂ (١)، فعن عائشة ﵂ قالت: لما ثقل رسول اللَّه ﷺ، واشتدَّ به وجعه، استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذنَّ له، فخرج وهو بين رجلين تخطُّ رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر (٢)، وكانت عائشة ﵂ تحدث أن رسول اللَّه ﷺ لما دخل بيتي واشتدّ به وجعه، قال: «هَرِيقوا (٣) عليَّ من سبع قرب (٤) لم تُحْلَلْ أوكيتهن لعلي أعهد (٥) إلى الناس، فأجلسناه في مِخضَب (٦) لحفصة زوج النبي
ﷺ، ثم طفقنا (٧) نصبُّ عليه من تلك القرب، حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتن، ثم
_________
(١) صحيح مسلم، برقم ٤١٨، وانظر: فتح الباري ٨/ ١٢٩.
(٢) هو علي بن أبي طالب ﵁ كما قال ابن عباس في آخر حديث البخاري، برقم ٦٨٧، ومسلم، برقم ٤١٨.
(٣) وفي رواية: أهريقوا: أي أريقوا وصبوا. الفتح، ١/ ٣٠٣.
(٤) هذا من باب التداوي؛ لأن لعدد السبع دخولًا في كثير من أمور الشريعة، وأصل الخلقة، وفي رواية لهذا الحديث عند الطبراني: «... من آبار شتى» ١/ ٣٠٣ و٨/ ١٤١.
(٥) أعهد: أي أوصي. الفتح، ١/ ٣٠٣.
(٦) المخضب: هو إناء نحو المركن الذي يغسل فيه، وتغسل فيه الثياب من أي جنس كان. النووي، ٤/ ٣٧٩، والفتح، ١/ ٣٠١، و٣٠٣.
(٧) طفقنا: أي شرعنا: يقال: طفق يفعل كذا إذا شرع في فعل واستمر فيه. الفتح، ٣/ ٣٠٣.
1 / 39