The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
ناشر
مطبعة سفير
محل انتشار
الرياض
ژانرها
فقير لفقره، ولا يهاب مَلكًا لملكه، وكان يركب الفرس، والبعير، والحمار، والبغلة، ويُردف خلفه، ولا يدع أحدًا يمشي خلفه (١)، وخاتمه فضة، وفصه منه، يلبسه في خنصره الأيمن، وربما يلبسه في الأيسر، وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع، وقد آتاه اللَّه مفاتيح خزائن الأرض، ولكنه اختار الآخرة، وكان يُكثر الذكر، دائم الفكر، ويُقلّ اللغو، ويُطيل الصلاة، ويُقصر الخطبة، ويُحبّ الطيب، ولا يردّه، ويكره الروائح الكريهة، وكان أكثر الناس تبسمًا، وضحك في أوقات حتى بدت نواجذه (٢)، ويمزح ولا يقول إلا حقًّا، ولا يجفو أحدًا، ويقبل عذر المعتذر إليه، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن، ويتنفس في الشرب ثلاثًا خارج الإناء، ويتكلّم بجوامع الكلم، وإذا تكلّم تكلَّم بكلام بيِّنٍ فَصْلٍ، يحفظه من جلس إليه، ويعيد الكلمة ثلاثًا إذا لم تفهم حتى تُفهم عنه، ولا يتكلم من غير حاجة، وقد جمع اللَّه له مكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال، فكانت معاتبته تعريضًا، وكان يأمر بالرفق، ويحثّ عليه، وينهى عن العنف، ويحثّ على العفو والصّفح، والحلم، والأناة، وحسن الخلق، ومكارم الأخلاق، وكان يحب
_________
(١) أحمد ٣/ ٣٩٨، وابن ماجه، برقم ٢٤٦، والحاكم، ٤/ ٤٨١، وابن حبان (موارد)، ٢٠٩٩، وانظر: الأحاديث الصحيحة، برقم ١٥٥٧.
(٢) النواجذ: الأنياب، وقيل: [هي الضواحك، وهي التي تبدو عند الضحك] النهاية، ٥/ ٢٠ ..
1 / 17