The Doctrinal Views of Al-Sam'ani

Mazen bin Mohammed bin Isa d. Unknown
150

The Doctrinal Views of Al-Sam'ani

آراء السمعاني العقدية

ژانرها

وتوحيد الألوهية: هو توحيد العبادة، وهو المروي عن ابن عباس ﵄، يقول الله تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) " (الذاريات ٥٦)، قال ابن عباس: إلا ليقروا بالعبودية طوعًا وكرهًا، ورجح هذا القول الطبري في تفسيره، وقال: " وأولى القولين بالصواب، القول الذي ذكرنا عن ابن عباس، وهو: ما خلقت الجن والإنس إلا لعبادتنا، والتذلل لأمرنا " (^١). وذهب السمعاني إلى أن هذه الآية، من العام الذي أريد به الخاص، وأن المخاطب بها المؤمنون، ونقله عن الضحاك واختاره (^٢). وقد نقل عن ابن عباس: كل ما ورد في القرآن من العبادة، فهو بمعنى التوحيد (^٣)، فدل على أن التوحيد الذي أُمر به، ودُعِي إليه، هو توحيد العبادة؛ لأنه لم يبق بعد اعترافهم بالخالقية، إلا العبادة، ولذا قال تعالى: " يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١) " (البقرة ٢١): فقوله: (اعبدوا) بمعنى: وحدوا الله الذي خلقكم، وإنما خاطبهم به؛ لأن الكفار مقرون أن الله خالقهم، (والذين من قبلكم) أي: وخلق الذين من قبلكم. فإن قيل: أي فائدة من قوله (والذين من قبلكم)، فإن من عرف أن الله خالقه، فقد عرف أنه خالق غيره من قبله؟ قيل: فائدته المبالغة في البيان، أو يقال: فائدته المبالغة في الدعوة، يعني: إذا كان الله خالقكم، وخالق من قبلكم، فلا تعبدوا إلا إياه " (^٤).

(^١) «الطبري: جامع البيان: ٢٢/ ٤٤٥ (^٢) «السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٦٤ (^٣) «السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٥٦ (^٤) «السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٥٦

1 / 150