The Correct Methodology and Its Impact on the Call to Allah
المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى
ناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
شماره نسخه
العدد ١١٩-السنة ٣٥
سال انتشار
١٤٢٣ هـ/٢٠٠٣م
ژانرها
وقد أخبر الله تعالى عن لقمان الحكيم بأنه أوصى ابنه بقوله: ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ ١.
فأتبع حثه له بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصبر، وما ذلك إلا لأن القيام بهذا يتطلب الكثير من المجاهدة، ولحوق الأذى بالمحتسب، وهذا لا يثبت معه إلا من كان متحليًا بالصبر.
ولهذا نجد أن الله تعالى أمر رسله - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - وهم أئمة الدعوة إلى الله تعالى بالصبر، كما قال تعالى لخاتمهم ﷺ: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ﴾ ٢.
وقال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ﴾ ٣.
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ٤.
ومن الأدلة من السنة التي ترغب في الصبر وتحث عليه مايلي:
١-ماورد عن سعد بن أبي وقاص ﵁ قال: قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاءً؟ قال: "الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلي الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زِيدَ في بلائه، وإن كان في دينه رقة خُفِّفَ عنه، وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة" ٥.
_________
١ سورة لقمان، الآية (١٧) .
٢ سورة الأحقاف، من الآية (٣٥) .
٣ سورة البقرة، من الآية (٤٥) .
٤ سورة آل عمران، من الآية (٢٠٠) .
٥ أخرجه الترمذي، ٤/٦٠١، كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، رقم ٢٣٩٨، وقال هذا حديث حسن صحيح، وسن ابن ماجه، ٢/١٣٣٤، كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء، رقم ٤٠٢٣، والإمام أحمد في المسند، ١ /١٧٢،١٧٤،١٨٠،١٨٥، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني رقم ١٤٣.
1 / 166