120

The Commentary on the Perfect Rules

التعليق على القواعد المثلى

ناشر

دار التدمرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

ژانرها

وشَرٌّ منهم: الجهمية الباطنية فهم غلاة الغلاة؛ فإنهم ينفون النقيضين، ينفون الصفات ونقائضها، يقولون: ليس بسميع ولا أصم، ولا بصير ولا أعمى، ولا موجود ولا معدوم، ذكر هذا شيخ الإسلام في مواضع من التدمرية وغيرها (١).
ودون هؤلاء وأولئك: المعتزلة؛ فإن المشهور من مذهبهم أنهم يثبتون الأسماء، لكنهم يجعلونها أسماء محضة، لا تدل على
معانٍ، إنما هي أعلام محضة (٢)، وينفون سائر الصفات، ولا يثبتون هم والجهمية إلا ذاتًا مجردة عن جميع الصفات.
ودون هؤلاء: الأشاعرة والماتريدية؛ فهم أقرب إلى أهل السنة حيث يثبتون بعض الصفات على ما في إثباتهم من انحراف ومن فساد، كما أنهم يثبتون - مثلا - صفة الكلام، لكنه ليس على الوجه المعقول والمشروع (٣).
فكل من نفى شيئًا يسمي من أثبته مشبهًا، فالغلاة يسمون الجهمية مشبهة، والجهمية يسمون المعتزلة مشبهة لإثباتهم الأسماء، والمعتزلة يجعلون الأشاعرة بناءً على مذهبهم مشبهة لأنهم يثبتون بعض الصفات، والجميع يجعلون أهل السنة مشبهة.
وبهذا يتبين أنَّ فِرَقَ التعطيل متناقضون، ومن طريقة شيخ الإسلام ﵀ أن يضرب بعضهم ببعض (٤)، وهذا هو المعنى الذي نقله الشيخ بعباراته لكن مضمونه قد قرره شيخ الإسلام ابن تيمية، فالأشاعرة قد فرقوا بين المتماثلات، حيث أثبتوا بعض الصفات زاعمين أن العقل يدل عليها، ونفوا بعض الصفات زاعمين أن العقل

(١) التدمرية (ص ٨٥).
(٢) التدمرية (ص ٩٢).
(٣) التدمرية (ص ١١٦).
(٤) التدمرية (ص ١١٦).

1 / 127