The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
ناشر
المطبعة المصرية ومكتبتها
شماره نسخه
السادسة
سال انتشار
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
ژانرها
﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ﴾ حتمًا ولا يبقى غير وجه الله تعالى. وهذه الدنيا - كما أنها ليست بدار خلود - فإنها ليست بدار جزاء؛ فقد يغني الله تعالى فيها الشقي، ويفقر التقي ﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ﴾ كاملة ﴿يَوْمُ الْقِيَامَةِ﴾ فيدخل الجنة من ابتغاها وعمل لها، ويصلى النار من كفر بالله، ولم يعبأ بوعده ووعيده ﴿فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ﴾ بأمر الله ﴿وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ﴾ بفضله ورضاه ﴿فَقَدْ فَازَ﴾ فوزًا عظيمًا ﴿وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ يتمتع بها من يغتر بزخرفها؛ وقد قلت فيها:
تعلموا أنما دنياكم عرض
ما لامرىء عاقل في جمعها غرض
دنيا تهم إذا ما أقبلت وإذا
ما أدبرت فهي في قلب الفتى مرض
فكم لفرقتها أشفى على تلف
صب بها مولع في حبها حرض
وهي الغرور فمن يبغ الركون لها
فإنه بين أهل الحق معترض
صلوا وصوموا وهشوا للزكاة إذا
ما كان مال، وقولوا: الحج مفترض
وارضوا بما قسم الرحمن بينكموا
فحسبكم أن تكونوا في الذين رضوا
ولا تظنوا دوام الحال، واعتبروا
بمن ترون عيانًا، أو من انقرضوا
﴿لَتُبْلَوُنَّ﴾ لتختبرن وتمتحنن ﴿فِي أَمْوَالِكُمْ﴾ بذهابها ونقصانها ﴿وأَنْفُسَكُمْ﴾ بالأمراض والأوبئة وفقد الأحبة ﴿وَأَن تَصْبِرُواْ﴾ على ذلك البلاء ﴿وَتَتَّقُواْ﴾ الله ﴿فَإِنَّ ذلِكَ﴾ الصبر والتقوى أي من الأمور الواجبة الاتباع؛ التي يحرص عليها، ويعزم على أدائها
﴿فَنَبَذُوهُ﴾ طرحوا هذا الميثاق، وذلك الكتاب ﴿وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ﴾ فلم يبينوه للناس، وكتموا ما فيه عنهم
﴿لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ﴾ من الأعمال، ويظنون أنهم من خيار الصلحاء الأتقياء ﴿وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ﴾ أي يحبون أن يشتهر عنهم التقى وليسوا بالأتقياء، والصلاح؛ وليسوا بالصلحاء وهذا هو الرياء كل الرياء ﴿فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ﴾ بمنجاة ﴿مِّنَ الْعَذَابِ﴾ وذلك لأن أعمالهم مردودة عليهم، وعباداتهم غير مقبولة منهم؛ لأن الرياء يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ جزاء مراءاتهم للناس، وتركهم الإخلاص
﴿وَللَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ﴾ وما فيها من كواكب وأجرام ﴿والأَرْضِ﴾ وما عليها من دواب وحيوان وإنسان.
1 / 87