The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
ناشر
المطبعة المصرية ومكتبتها
ویراست
السادسة
سال انتشار
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
مناطق
مصر
﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ﴾ من أن ذكرك قد ورد في التوراة والإنجيل ﴿فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ﴾ المقصود بالكتاب: التوراة والإنجيل. قال حين نزلت: «لا أشك ولا أسأل» ﴿لَقَدْ جَآءَكَ الْحَقُّ﴾ القرآن ﴿مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ الشاكين
﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ﴾ وجبت ﴿عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ﴾ بالعذاب
﴿فَلَوْلاَ﴾ فهلا؛ وقرأ بها أُبي وابن مسعود ﴿كَانَتْ قَرْيَةٌ﴾ واحدة؛ من القرى التي أهلكناها ﴿آمَنتُ﴾ أي تاب أهلها عن الكفر، وآمنوا بمحض إرادتهم؛ قبل أن ينزل بواديهم العذاب ويحل بساحتهم، كما حل بساحة فرعون وملئه ﴿فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا﴾ لأنها آمنت قبل اليأس من الحياة ﴿إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ﴾ بعد نزول العذاب بهم ﴿كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ﴾ الذي كان سيحل بهم ﴿فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ وهو انقضاء آجالهم
﴿وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا﴾ ولكنه تعالى تركهم لمحض إرادتهم واختيارهم؛ ليثيب الطائع، ويعاقب العاصي فإذا كان ربك يا محمد لم يشأ أن يؤمن الناس قسرًا وجبرًا ﴿أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ ليس عليك هداهم، وما عليك إلا البلاغ المبين
﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ بأمره وإرادته وتوفيقه ﴿وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ﴾ العذاب ﴿عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ﴾ لا يتدبرون آيات الله تعالى؛ فلا يؤمنون بها
﴿قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ من الدلالات القاطعة بوجود صانعها وبارئها ومدبرها ﴿وَمَا تُغْنِي﴾ ما تنفع.
⦗٢٦١⦘ ﴿الآيَاتِ﴾ المبينة الواضحة ﴿وَالنُّذُرُ﴾ الرسل ﴿عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾ لا يفتحون أعينهم للآيات، ولا أسماعهم للعظات
1 / 260