The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
ناشر
المطبعة المصرية ومكتبتها
ویراست
السادسة
سال انتشار
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
مناطق
مصر
﴿حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ﴾ السفن ﴿جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ﴾ شديدة الهبوب ﴿وَظَنُّواْ﴾ تأكدوا ﴿أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ﴾ أي أهلكوا. وهو من إحاطة العدو المؤدية إلى الهلاك ﴿دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ أي مخلصين في دعوته، صادقين في محبته
﴿فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ﴾ يفسدون فيها ﴿يأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ﴾ أي إنما إثم بغيكم واقع على أنفسكم ﴿مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ أي تمتعوا متاع الحياة الدنيا؛ وليس لكم في الآخرة من نصيب ﴿ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ﴾ يوم القيامة ﴿فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ فنجازيكم عليه
﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ صفتها في زوالها وفنائها ﴿كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَآءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ﴾ أي اختلط بالماء ﴿نَبَاتُ الأَرْضِ﴾ جميعًا؛ فأنبت ﴿مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ﴾ من الحبوب والثمار وغيرهما ﴿وَالأَنْعَامُ﴾ أي ومما تأكل الأنعام؛ من الكلإ والتبن والشعير وغيره ﴿حَتَّى إِذَآ أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ﴾ استكملت زينتها وبهجتها؛ بالثمار والأزهار، والنبات والأقوات ﴿وَظَنَّ﴾ تيقن ﴿أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ﴾ أي متمكنون منها، مالكون لها
⦗٢٥٠⦘ ﴿أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا﴾ وذلك لأن الأمر - إذا أتى - يكون نهارًا في بقعة من الأرض، وليلًا في بقعة أخرى. والمقصود بأمر الله الذي يأتي ليلًا أو نهارًا: الأمر بزوال الأرض والسموات، وانقضاء الدنيا ﴿فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا﴾ خرابًا يبابًا؛ كالأرض المحصودة ﴿كَأَن لَّمْ تَغْنَ﴾ كأن لم تسكن إطلاقًا
1 / 249