The Clear Insight at the Narrow Paths in the Authentic Collection

محمد طاهر ابن عاشور d. 1393 AH
152

The Clear Insight at the Narrow Paths in the Authentic Collection

النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

ناشر

دار سحنون للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

محل انتشار

دار السلام للطباعة والنشر

ژانرها

كما كان الشيخ محرز بن خلف ينزل بأطلال قرطاجنة قرب تونس للموعظة. فلو رام قوم سكنى ديار العذاب لخيف أن يهلكهم الله بما سبق من قدره؛ فلذلك حذر رسول الله منه. ويتحصل من مجموع الروايات ما يتضح به أن قوله: «أن يصيبكم» مرتبط بقوله: «باكين». واعلم أن هذا الحديث غير موجود في موطأ يحيى بن يحيى الليثي عن مالك. وأما تقنع رسول الله ﷺ فذلك زيادة في الإعراض عن ملاحظة أماكن العذاب؛ لأن كمال رسول الله ﷺ في كراهية آثار الظالمين يناسبه قطع النظر عن رؤيتها كلها، ولذلك لم يأمر الناس بالتقنع. وقد جاء في حديث ابن عمر من رواية عبد الله بن دينار في باب قوله تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا﴾ [الأعراف: ٧٣] أن رسول الله ﷺ نهاهم عن الشرب من آبار الحجر عدا البئر التي تشرب منها ناقة صالح. وقد بينا ذلك عند الكلام عليه في كتاب بدء الخلق. * * * باب مرض النبي ﷺ ووفاته وقع في حديث عائشة وابن عباس [٦: ١٤، ٩]: (لما نُزل برسول الله ﷺ). «فنزل» مبني للمجهول، ونائب الفاعل هو المجرور، والفاعل المحذوف هو الموت. وهذا كقولهم: حُضر واحتُضر. وقد أغفله في اللسان، والقاموس، وصاحب المنهل المأهول بالمبني للمجهول، وابن الأثير في النهاية، والشارحون للصحيح، عدا العيني فقد نبه عليه. وقال القسطلاني: بفتح النون والزاي. وهو خطأ فقد ثبتت في نسخ الصحيح بضم النون. * * ووقع فيه قول عائشة [٦: ١٤، ١١]: (لقد راجعت رسول الله ﷺ في ذلك وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه

1 / 156