The Call of Sheikh Muhammad Abd al-Wahhab and Its Impact on the Islamic World
دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي
ناشر
وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٢هـ
محل انتشار
المملكة العربية السعودية
ژانرها
وأنواعها بقوله: " العبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فإن قيل فما الجامع لعبادة الله وحده؟ قلت طاعته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فإن قيل فما أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله؟ قلت: من أنواعها: الدعاء والاستغاثة وذبح القربان، والنذر، والخوف والرجاء، والتوكل، والإنابة والمحبة والخشية والرغبة والرهبة، والتأله والركوع والسجود والتذلل والتعظيم الذي هو من خصائص الألوهية "، ثم قال: " فمن صرف شيئا من هذه الأنواع لغير الله تعالى فقد أشرك بالله غيره " (١) .
والواقع أن كل هذه الأنواع إذا صرفت لغير الله تنافي (توحيد الألوهية)، ولهذا كان هدف الدعوة هو القضاء على كل ما ينافي هذا التوحيد من مظاهر الشرك والوثنية (٢) وكان للشيخ محمد بن عبد الوهاب قدوة هامة هو شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في هذا الصدد: " وقد بين الله هذا التوحيد في كتابه وحسم مواد الإشراك حتى لا يخاف أحد غير الله، ولا يرجو سواه، ولا يتوكل إلا عليه " (٣) .
ويفصل الشيخ محمد بن عبد الوهاب الحديث في بعض رسائله عن هذه الأمور المنافية لتوحيد الألوهية إذا صرفت لغير الله، فيقول مثلا في إحدى رسائله: " فمن عبد الله ليلا ونهارا ثم دعا نبيا أو وليا عند قبره فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا الله لأن الإله هو المدعو. . ومن ذبح لله ألف أضحية ثم ذبح لنبي أو غيره فقد جعل إلهين اثنين كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢] الآية [الأنعام: ١٦٢] . والنسك هو الذبح، وعلى هذا فقس. . اهـ " (٤) .
ويرد الشيخ محمد علي من قال: (إن اتجاهنا بهذه الأمور لغير الله من الأنبياء والأولياء ونحوهم إنما طلبا لشفاعتهم وجاههم عند الله) يرد عليه بقوله: " إن هذا وقول الكفار سواء بسواء، واقرأ عليه قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: ٣]
_________
(١) محمد بن عبد الوهاب: مجموعة التوحيد النجدية ص ١٢٣.
(٢) محمد خليل هراس: المرجع السابق ص ١٥.
(٣) أحمد بن تيمية: الواسطة بين الخلق والحق ص ٢٤ ط أولى عام ١٣٩٧ هـ، المطبعة السلفية بمصر.
(٤) حسين بن غنام: المصدر السابق ص ٣٩٤.
1 / 44