212

The Book of Strictures

الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس

ویرایشگر

رسالة الدكتوراة - جامعة القاضي عياض كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال شعبة الدراسات الإسلامية

ناشر

دار أضواء السلف

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٥ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

¬١ - وصف أهل الحديث لأهل الرأي بأنهم أترك الناس للحديث: قال ابن عبد البر: "كثير من أهل الحديث استجازوا الطعن على أبي حنيفة، لرده كثيرًا من أخبار العدول، لأنه كان يذهب في ذلك إلى عرضها على ما أجمع عليه من الأحاديث ومعاني القرآن، فما شذ عن ذلك ردوه وسماه شذوذا. . . (^١).
ولم يعب بعضُ أهل الحديث أبا حنيفة ﵀ في الرأي قد يراه ولكن على مخالفة الحديث يبلغه، يقول الإمام الأوزاعي: "إنا لا ننقم على أبي حنيفة أنه رأى، كلنا يرى، ولكننا ننقم عليه أنه يجيئه الحديث عن النبي ﷺ، فيخالفه إلى غيره" (^٢).
ولقد اعتنى ابن أبي شيبة (ت ٢٣٥ هـ) في "المصنف" ببيان: "ما خالف فيه أبو حنيفة الأثر الذي جاء عن رسول الله ﷺ" وَوَضَعَ لذلك كتابا، جمع فيه خمسا وعشرين ومائة مسألة (^٣)، وجاء على أثر ابن أبي

(^١) الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء (ص ١٤٩).
(^٢) تأويل مختلف الحديث (ص ٦٢). ويرى أبو حنيفة أن ما خالفه من الحديث، لا يعد حديثا ولذلك نقل عنه قوله: "ردي على كل رجل يحدث عن النبي ﷺ بخلاف القرآن ليس ردا على النبي ﷺ ولا تكذيبا له، ولكنه رد على من يحدث عنه بالباطل، والتهمة دخلت عليه، وليس على نبي الله، وكل شيء تكلم به النبي ﷺ، فعلى الرأس والعين وقد آمنا به، وشهدنا أنه كما قال، ونشهد أيضا أنه لم يأمر بشيء يخالف أمر الله، ولم يبتدع، ولم يتقول غير ما قال الله، وما كان من المتكلفين" وانظر: المناقب للمكي (ج ١/ ص ٩٩).
(^٣) عدد المسائل التي انتقدها ابن أبي شيبة على أبي حنيفة:
في الطهارة ١٢ مسألة/ وفي الصلاة ٣٤ مسألة/ وفي الصيام مسألتان/ وفي الزكاة =

1 / 217