The Biography of the Prophet: Methodology and Events Overview

عبد الرحمن علي الحجي d. 1442 AH
86

The Biography of the Prophet: Methodology and Events Overview

السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها

ناشر

دار ابن كثير

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٠ هـ

محل انتشار

دمشق

ژانرها

وهم الذين حملوا الإسلام وأبلغوه، ونقلوا الأمم إلى الإسلام «١» ونشروه وعلّموه وحموه، وحملوه في سلوكهم ونفوسهم وصدورهم هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانًا سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح: ٢٨- ٢٩] «٢» . فأيّا منهم تنظر إليه، ترى فيه الآفاق العجيبة والنفس القوية الرحيبة. فلقد روي عن عبد الله بن عمر (٧٤ هـ- ٦٩٣ م) قوله في الصحابة الكرام- وهو منهم- يبين نوعيتهم ومكانتهم من الإسلام وحرصهم على اتّباع النبي ﷺ. فلتقتد الأمة بهم، خلف نبينا الكريم ورسولنا العظيم ﷺ. وهو يحث على الأخذ بما كانوا عليه من ذلك الاتّباع والالتزام، الذي شملهم بذلك وصف الخيرية، ومن سلك مسلكهم وعمل عملهم والتزم بهدي الرسول الكريم ﷺ فوفّاها حقّها وأدى مطلوبها وحمل رسالتها. فيقول ﵁: «من كان مستنا فليستنّ بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد ﷺ كانوا خير هذه الأمة، أبرّها قلوبا وأعمقها علما وأقلّها تكلّفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد ﷺ كانوا على الهدى المستقيم والله ربّ الكعبة» «٣» . وحين سئل ابن عمر إن كان أصحاب النبي ﷺ يضحكون، قال: (نعم

(١) انظر: التاريخ الأندلسي (١٧٣) . (٢) وانظر: حياة الصحابة (١/ ٣٥، ٤٥، ٣٠١) . (٣) سبق ذكره، ص ١٨. انظر: حلية الأولياء (١/ ٣٥) . حياة الصحابة (١/ ٤٦) . أخبار عمر وأخبار عبد الله بن عمر، (٤٥٠) .

1 / 93