The Biography of the Prophet as Narrated in Authentic Hadiths
السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة
ناشر
مكتبة العبيكان
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
ژانرها
الله عنه: (إن رسول الله ﷺ أتاه جبريل ﵇ وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه، فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان. ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني ظئره حليمة- فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون) (١).
يقول أنس بن مالك مؤكدًا ذلك: "وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره ﷺ) (٢).
هذا ما حدث لمحمد الصغير ﷺ .. ولقد ازداد إعجاب بعض الناس بهذه الحادثة .. فصاروا يلفقون حولها الأكاذيب ظنًا منهم أنهم يحيطون نبيهم بشيء من التكريم والتعظيم .. وهو أغنى الناس عنهم وعن أكاذيبهم (٣) .. كما شطح على الطرف الآخر أناس تطرفوا فقالوا: إن هذا الشق كان حلمًا وليس حقيقة .. فبماذا تراهم يفسرون لنا قول أنس السابق: من أنه رأى أثر المخيط ..؟ نعم لقد رآه .. ولقد صدق. ولقد حدث. وهذا ما جعل حليمة بعد سماعها للقصة تعيد محمدًا ﷺ لأمه خوفًا عليه .. أتراها تعيده من أجل رؤيا .. ثم هؤلاء الصبية الذين أقبلوا يقولون: إن محمدًا قد قتل .. هل كانوا في الحلم .. هل دسهم محمَّد ﷺ قبل نومه في عقله الباطن ..؟! لئن هربت عقولنا من كل حديث صحيح النقل لمجرد أننا لم ندركه إن تلك لكارثة (٤).
_________
(١) حديث صحيح. رواه مسلم (١/ ٤٧).
(٢) حديث صحيح. رواه مسلم (١/ ٤٧).
(٣) مثال ذلك ما لفقه الغلابى وغيره حول هذا الحدث. انظر ذلك في موسوعة السيرة.
(٤) مثال ذلك حديث رواه البخاري وغيره أنه ﷺ أرشد أن الذباب إذا وقع في شراب أحدكم فليغمسه كله في الشراب ثم يخرجه فيرميه لأن في أحد جناحيه داء وفي الآخر =
1 / 32