The Beneficial Speech on the Book of Tawheed
القول المفيد على كتاب التوحيد
ناشر
دار ابن الجوزي
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
محرم ١٤٢٤هـ
محل انتشار
المملكة العربية السعودية
ژانرها
.......................................................................
ولا بد أن يوجد العلم بلا إله إلا الله ثم الشهادة بها.
وقوله: (أن): مخففة من الثقيلة، والنطق بأن مشددة خطأ، لأن المشددة لا يمكن حذف اسمها، والمخففة يمكن حذفه.
وقوله: (لا إله): أي: لا مألوه، وليس بمعنى لا آله، والمألوه: هو المعبود محبة وتعظيما، تحبه وتعظمه؛ لما تعلم من صفاته العظيمة، وأفعاله الجليلة.
وقوله: (لا الله): أي: لا مألوه إلا الله، ولهذا حكي عن قريش قولهم: ﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ ١.
أما قوله تعالى: ﴿فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ ٢ فهذا التأله باطل؛ لأنه بغير حق، فهو منفي شرعا، وإذا انتفى شرعا، فهو كالمنتفي وقوعا فلا قرار له: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾ ٣.
وبهذا يحصل الجمع بين قوله تعالى: ﴿فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ﴾ ٤ وقوله تعالى حكاية عن قريش: ﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا﴾ ٥ وبين قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ﴾ ٦ فهذه الآلهة مجرد أسماء لا معاني لها ولا حقيقة، إذ هي باطلة شرعا، لا تستحق أن تسمى آلهة، لأنها لا تنفع ولا تضر، ولا تخلق ولا ترزق; كما قال تعالى: ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾ ٧.
التوحيد عند المتكلمين:
يقولون: إن معنى إله: آله، والإله: القادر على الاختراع، فيكون معنى لا إله إلا الله: لا قادر على الاختراع إلا الله.
١ سورة ص آية: ٥. ٢ سورة هود آية: ١٠١. ٣ سورة إبراهيم آية: ٢٦. ٤ سورة هود آية: ١٠١. ٥ سورة ص آية: ٥. ٦ سورة آل عمران آية: ٦٢. ٧ سورة يوسف آية: ٤٠.
1 / 64