275

The Basics of Sunnah and Its Jurisprudence - The Prophetic Biography

الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية

ناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

ویراست

الطبعة الثالثة

سال انتشار

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

ژانرها

قال الحافظ في الفتح:
وقد روى ابن مردويه أيضًا من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس: كانوا اثني عشر ألفًا من جزيرة الموصل، فقال النبي ﷺ لابن مسعود: "انظرني حتى آتيك" وخط عليه خطًا.؟ الحديث. والجمع بين الروايتين تعدد القصة، فإن الذين جاءوا أولًا كان سبب مجيئهم ما ذكر في الحديث من إرسال الشهب، وسبب مجيء الذين في قصة ابن مسعود أنهم جاءوا لقصد الإسلام وسماع القرآن والسؤال عن أحكام الدين وقد بينت ذلك في أوائل المبعث في الكلام على حديث أبي هريرة، وهو من أقوى الأدلة على تعدد القصة. فإن أبا هريرة إنما أسلم بعد الهجرة، والقصة الأولى كانت عقب المبعث، ولعل من ذكر في القصص المفرقة كانوا ممن وفد بعد، لأنه ليس في كل قصة منها إلا أنه كان ممن وفد، وقد ثبت تعدد وفودهم. وتقدم في بدء الخلق كثير مما يتعلق بأحكام الجن والله المستعان.
١٤٢ - * روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: صلى رسول الله ﷺ العشاء، ثم انصرف فأخذ بيد عبد الله بن مسعود، حتى خرج به إلى بطحاء مكة، فأجلسه، ثم خط عليه خطًا، ثم قال: "لا تبرحن خطك، فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم، فإنهم لا يكلمونك" ثم مضى رسول الله ﷺ حيث أراد، فبينا أنا جالس في خطي، إذ أتاني رجال كأنهم الزُّطُّ أشعارهم وأجسامهم، لا أرى عورةً، ولا أرى قشرًا، وينتهون إليَّ، لا يُجاوزون الخط، ثم يصدرون إلى رسول الله ﷺ، حتى إذا كان من آخر الليل، لكن رسول الله ﷺ قد جاءني وأنا جالس، فقال: لقد أراني منذُ الليلة، ثم دخل عليِّ في خطي، فتوسد فخذي فرقد، وكان رسول الهل ﷺ إذا رقد نفخ، فبينا أنا قاعد ورسول الله ﷺ مُتوسد فخذي، إذا أنا برجال عليهم ثياب بيض، الله أعلم ما بهم نم الجمال، فانتهوا إليِّ، فجلس طائفة منهم عند رأس رسول الله ﷺ، وطائفة منهم عند رجليه، ثم قالوا بينهم: ما رأينا عبدًا قط أوتي مثل ما أوتي هذا النبي، إن عينيه

١٤٢ - الترمذي (٥/ ١٤٥) ٤٥ - كتاب الأمثال - ١ - باب ما جاء ف يمثل الله لعباده. وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وهو كما قال.
الدارمي (١/ ٧) المقدمة باب صفة النبي ﷺ في الكتب قبل مبعثه.
قشرًا: أراد بالقشر: الثوب، وذلك أنه قال: لا أرى عورة منكشفة منهم، ولا أرى عليهم ثيابًا تغطي عوراتهم، الزط: جيل من الناس.

1 / 285