وهكذا بين لهم منهج القرآن الكريم في العبادة القائم على كمال الوسطية، وقد ورد في السنة النبوية أن الرسول ﷺ رد صدقة رجل دفع بكل ماله إليه، وقال الرسول ﷺ «ينطلق أحدكم فيخلع من ماله ثم يصير عيالًا على الناس»، وعندما أراد سعد ﵁ أن يوصي بماله كله أو نصفه فأجاز له ﷺ أن يوصي بثلث ماله، وقال له: «الثلث والثلث كثير» .
وحين تزيد المشقة في العبادة كالصوم في وقت حر وحال حرب يبيح الرسول ﷺ للمقاتل أن يفطر حتى لا تزداد مشقة التكليف؛ لأن في الإلزام به مشقة، ومن القواعد المقررة لدى الفقهاء قاعدة: المشقة تجلب التيسير، وأمثلتها ظاهرة في كثير من التكاليف والأحكام، ومن ذلك قصر الصلاة وجمعها للمسافر.