The Authentic Hadiths of the Prophetic Biography
الصحيح من أحاديث السيرة النبوية
ناشر
مدار الوطن للنشر
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
ژانرها
الصَّحيِحُ من أحاديث السّيرة النبوية
تأليف
محمَّد الصويَاني
مدار الوطن للنشر
1 / 1
إهداء وشكر إلى أساتذتي الكرام
فضيلة الشيخ الدكتور/ عادل بن علي الثدي
فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد بن عثمان المزيد
سعادة الأستاذ/ عبد الله بن عبد الرحمن الطلحة
1 / 2
الصَّحِيحُ من أحاديث السيرة النبوية
1 / 3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
١٤٣٢هـ/ ٢٠١١م
مدار الوطن للنشر
الدائري الشرقي - مخرج ١٥
الرياض -الملز- ٢كم غرب أسواق المجد
ت: ٠٠٩٦٦٤٧٩٢٠٤٢ (٥ خطوط) فاكس:٠٠٩٦٦٤٧٢٣٩٤١
الموقع علي الإنترنت: www.madaralwatan.com
البريد الإلكترونى: pop@madaralwatan.com
1 / 4
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمَّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
المقدمة
في حِسٍ نقدي رائع قال الميموني: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: ثلاث كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير" (١).
تلك الكلمات الصادرة من أحد كبار النقاد في علم الحديث وعلله، الإِمام الكبير أحمد بن حنبل تكشف مرحلة متقدمة من النقد لم تعرفها أمة من الأمم، فكل أمم الأرض تبتهج بمزع من تاريخها حتى ولو كانت تلك المزع أكذوبة أو أسطورة، فالفقر المدقع الذي يلف تاريخ الأمم يجعلها تبحث عن أي شيء داخل تلك الظلمة التاريخية، وفي وسط تلك العتمة يقف تاريخ واحد على خشبة مسرح الحياة، وحده يشرب الأضواء وحده يكتنز بالثراء وسط تلك العتمة، تاريخ الإِسلام، تاريخ النبي ﷺ وسيرته تحت بؤرة الضوء تلك، وحول تلك الدائرة يبدأ التلاشي لتتسرب العتمة، وكأن نزول القرآن منح تلك الحقبة شيئًا من نوره، وبعد وفاة النبي - صلي الله عليه وسلم - يبدأ التاريخ بالذبول، وتلين الأسانيد كلما ابتعدنا عن دائرة الضوء. وتبقى تلك الدائرة ثابتة ومسافرة عبر التاريخ، لدرجة أننا نعرف عدد الشيب في لحية النبي ﵇ وكل الأطعمة التي تناولها، بينما لا نعرف شيئًا من ذلك عن رئيس أو ملك مات بالأمس، أو ربما لا يزال حيًا، معجز ومذهل هذا القرآن الكريم، كيف منح ذلك النور لتلك الفترة حتى اليوم .. حتى المستقبل.
_________
(١) البرهان في علوم القرآن (٢ - ١٥٦).
1 / 5
لا فقر في تاريخ النبي ﵇، لكنه الثراء الذي جعل أحمد بن حنبل يصف معظم مرويات كتب المغازي بأنها لا أصل لها، ولو كنا أمة فقيرة التاريخ لما قال شيئًا من ذلك، ولا أصبح لدينا من النقد ما يعتد به، وإذا رأيت أمة تهتم بالنقد أكثر من اهتمامها بالجمع فهي أمة تعي ماضيها وتحترم حاضرها، وإذا رأيت أمة تغفل النقد وتجمع ما هب ودب، فهي لا تعي ولا تحترم شيئًا من الماضي ولا الحاضر.
أمتنا هي الوحيدة أمة السند، وكلمات ابن حنبل تعني بالتأكيد أن غالب مرويات تلك المواضيع ضعيفة السند، فالمتتبع لمرويات السيرة والمغازي وكتبها (موضوعنا) يجد أنها تحتوي على القليل من الصحيح مقارنة بمرويات الصحاح والسنن والمسانيد، كما يشعر بأهمية استخراج ما في تلك الكتب العظيمة من مرويات تهتم بالسير والمغازي.
وقد وظف المستشرقون والعلمانيون مرويات مكذوبة وضعيفة في السيرة للطعن في نبينا ﷺ والطعن في رسالته، وجعلوها شوكة في خاصرة تاريخنا، يشوشون به على الدعاة والعلماء ويشوهون بها صورة الإسلام، وكانوا يستغلون كل حرف من حروف السيرة في ذلك، ونظرا لتعلق هذا التاريخ بالوحي والنبي ﷺ حينئذ فمن المنتظر أن تبقى سيرته ﵇ نقية كأحاديث الأحكام تمامًا؛ لأن القبول بالمرويات الضعيفة والمكذوبة يعني تشويها لتلك الفترة البيضاء.
لذا كان هذا البحث، والذي يمثل من ناحية الحجم جزعًا صغيرًا مقارنة بالمرويات الضعيفة الكثيرة، هذا البحث يمثل الحلقة الثانية من سلسلة تستهدف فرز المرويات الصحيحة من الضعيفة، بدأت بكتاب (السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة) والذي زاوجت فيه بين المرويات الصحيحية وربطها بأسلوب أدبي سدًا للفراغات خاصة في المرحلة المكية، نظرًا لكونها مرحلة عملية بالدرجة الأولى، تتكيء على تجذير العقيدة أكثر من الأمور التشريعية التي تتابعت
1 / 6
بعد قيام الدولة الإِسلامية في المدينة، وليس للأدب والإنشاء أي دور سوى الربط والتشويق لا أكثر.
ثم هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، ويتبعهما إن شاء الله الكتب التالية:
* صحيح سيرة ابن إسحاق.
* صحيح سيرة ابن هشام.
* صحيح سيرة ابن سعد.
* صحيح سيرة الطبري.
* صحيح سيرة ابن كثير.
وهي الكتب المتخصصة الأهم، نظرًا لثرائها بالأسانيد، ولكون ما أتى بعدها عالة عليها، وقد استبعدت ما كتبه ابن حزم وابن حبان وغيرهما في السيرة نظرًا لافتقارها إلى الأسانيد، لأختم المشروع بحول الله وقوته بموسوعة أحاديث السيرة، نظرًا للكم الهائل من المرويات الصحيحة والضعيفة خارج تلك الكتب السابقة.
والكتاب من ناحية التخريج ينقسم إلى قسمين:
قسم من مرويات الصحيحن أو أحدهما وأكتفي فيه بالعزو لهما.
وقسم خارج الصحيحين، وهو يشمل كل ما وقعت عليه من مرويات مسندة في السنن والمستدركات والمسانيد والمعاجم إضافة إلى ما في كتب السير، وهذا القسم خرجته كالتالي:
ذكرت درجته لمن يريد الاكتفاء بالحكم، ثم من رواه بالإضافة إلى صاحب المتن لمن يريد الاستزادة.
1 / 7
ثم قمت بنقد السند أو المتن أو نقدهما معًا لمن يريد الاطمئنان إلى صحة الحديث والتأكد منه.
هذا وأسأل الله أن يرزقني الإخلاص لوجهه الكريم وأن ينفعني به يوم الدين إنه سميع مجيب، وأن يغفر لي إسرافي على نفسي وتقصيري إنه غفور رحيم، فإن أصبت فمن الله فله وحده الحمد والشكر من قبل ومن بعد، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان، وأسأل الله العفو إنه عفو يحب العفو.
محمد الصوياني
1 / 8
المولد
١ - قال الإمام مسلم (٢ - ٨١٩): حدثنا محمد بن المثنى ومحمَّد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير سمع عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري ﵁: أن رسول. الله - صلي الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم الإثنين قال: "ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل علي فيه".
٢ - قال مسلم (٣ - ١٣٩١): حدثني وحرملة قالا أخبرني ابن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ لما فرغ من قتال أهل خيبر وانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم، قال: فرد رسول الله ﷺ إلى أمي عذاقها، وأعطى رسول الله ﷺ أم أيمن مكانهن من حائطه".
[قال ابن شهاب: وكان من شأن أم أيمن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول الله ﷺ بعد ما توفي أبوه، فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله ﷺ فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة ثم توفيت بعد ما توفي رسول الله ﷺ بخمسة أشهر.
ملاحظة: الشاهد من الحديث غير موصول فقد أرسله الإِمام الزهري ﵀].
٣ - قال ابن إسحاق حدثني: المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قال: "ولدت أنا ورسول الله ﷺ عام الفيل"، وسأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم أخا بني يعمر بن ليث: أأنت أكبر أم رسول الله ﷺ؟ فقال: "رسول الله ﷺ أكبر مني وأنا أقدم منه في الميلاد. ولد رسول الله ﷺ عام الفيل، ورفعت بي أمي على الموضع" قال: "ورأيت خذق الفيل أخضر محيلا"، قال: أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمَّد بن إسحاق.
[درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده ضعيف، رواه من طريق ابن إسحاق كل من الترمذيُّ (٥ - ٥٨٩) والحاكم (٣ - ٥١٦) والطبرانيُّ في الكبير (١٨ - ٣٤٢) والشيباني في الآحاد والمثاني (١ - ٤٠٧)]
1 / 9
هذا السند: ضعيف فابن إسحاق سمع هذا الحديث من شيخه كما عند الحاكم، لكن شيخه المطلب يحتاج إلي توثيق فلم يوثقه سوى ابن حبان ولذلك قال الحافظ ﵀: المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة المطلبي مقبول، تقريب التهذيب ٥٣٤، لكن الشاهد من الحديث حسن بالروايات الأخرى انظر ما بعده].
٤ - قال الضحاك في الآحاد والمثاني (٢ - ١٨٣): حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي نا عبد العزيز بن أبي ثابت نا الزبير بن موسى عن أبي الحويرث قال: سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقباث بن أشيم الكناني ﵁: أنت أكبر أم رسول الله ﷺ؟ فقال: "رسول الله أكبر مني، وأنا أسن منه، ولد رسول الله ﷺ عام الفيل وتنبىء على رأس أربعين من الفيل".
[درجته: في سنده ضعف يسير لكنه حسن بما قبله، رواه: الحاكم ٣ - ٧٢٤ والطبرانيُّ في المعجم الكبير (١٩ - ٣٧)]، هذا السند: فيه ضعف وهو من طرق عن الزبير بن موسى عن أبي الحويرث ... وضعفه يسير من أجل الزبير بن موسى قال في تهذيب التهذيب (٣ - ٢٧٦): روى عنه ابن جريج والثوري وابن نجيح وعبد العزيز بن أبي ثابت قال بن نمير روى عنه الكبار القدماء وليس بقديم الموت، وذكره ابن حبان في الثقات لكن الحديث حسن بما قبله].
٥ - قال ابن إسحاق ٤٢: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عمره ابنة عبد الرحمن بن أسعد ابن زرارة عن عائشة زوج النبي قالت: "لقد رأيت قائد الفيل وسائسه أعميين مقعدين يستطعمان بمكة".
[درجته: سنده صحيح، عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني تابعي ثقة، تقريب التهذيب ٢٩٧ وشيخته عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية تابعية ثقة أكثرت عن عائشة].
الرضاع
١ - قال الإمام البخاري (٥ - ١٩٦١): حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت: يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال: "أو تحبين ذلك؟ " فقلت:
1 / 10
نعم لست لك بمخلية وأحب من شاركني في خير أختي، فقال النبي ﷺ: "إن ذلك لا يحل لي" قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة، قال: "بنت أم سلمة؟ " قلت: نعم، فقال: "لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أَخواتكن". قال عروة: (وثويبة مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي ﷺ فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة قال له ماذا لقيت قال أبو لهب لم ألق أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة).
[ملاحظة: ما بين الأقواس ليس على شرط البخاري فهو مرسل].
التسمية
١ - قال ابن سعد (١ - ١٠٤): أخبرنا أبو عامر العقدي واسمه عبد الملك بن عمرو أخبرنا زهير بن محمَّد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمَّد بن علي يعني بن الحنفية أنه سمع علي بن أبي طالب ﵇ يقول: قال رسول الله ﷺ: "سميت أحمد".
[درجته: سنده حسن، هذا السند: حسن من أجل عبد الله بن محمَّد بن عقيل وهو حسن الحديث إذا لم يخالف قال في التقريب: عبد الله بن محمَّد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي أبو محمَّد المدني أمه زينب بنت علي صدوق في حديثه لين ويقال تغير بأخرة وهو من رجال الشيخين تقريب التهذيب٣٢١، وشيخه تابعي كبير وثقة جليل وهو ابن علي بن أبي طالب (٢ - ١٩٢)، أما زهير فحديثه حسن إلا إذا كان الراوي عنه شامي فقد حدث بالشام من حفظه فغلط، فرواية الشاميين عنه غير مستقيمة لكن هذه الرواية ليست رواية شامي، بل هي رواية بصري وقد قال الإمام أحمد بن حنبل وهو عراقي: ورواية أصحابنا عنه مستقيمة التهذيب (٣ - ٣٤٨) أما أبو عامر واسمه عبد الملك بن عمرو القيسي فثقة: التهذيب (٦ - ٤٠٩)].
1 / 11
شق الصدر
١ - قال مسلم (١ - ١٤٥): حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ أتاه جبريل ﵇ وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال: "هذا حظ الشيطان منك" ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني ظئره) فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون.
قال أنس: "وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره".
٢ - قال أحمد (٤ - ١٨٤): حدثنا حيوة ويزيد بن عبد ربه قالا ثنا بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن بن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد السلمي أنه حدثهم: أن رجلًا سأل رسول الله ﷺ فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال: "كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وبن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادًا، فقلت: يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال: أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني إلى القفا فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال: أحدهما لصاحبه -قال يزيد في حديثه: "ائتني بماء ثلج فغسلا به جوفي- ثم قال: ائتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال: ائتني بالسكينة فذراها في قلبي ثم قال: أحدهما لصاحبه: حصه. فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة، وقال حيوة في حديثه: حصه فحصه واختم عليه بخاتم النبوة فقال: أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة واجعل ألفًا من أمته في كفة، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم، فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني وفرقت فرقًا شديدًا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيته فأشفقت علي أن يكون البس بي، قالت: أعذك بالله. فرحلت بعيرًا لها فجعلتني. وقال يزيد:
1 / 12
فحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: أو أديت أمانتي وذمتي؟ وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك فقالت: أني رأيت خرج مني نورًا أضاءت منه قصور الشام".
[درجته: حسن لغيره، رواه: الحاكم (٢ - ٦٧٣) وأحمدُ (٤ - ١٨٤) والدارميُّ (١ - ٢٠) ولطبرانيُّ في مسند الشاميين (٢ - ١٩٨)، هذا السند: حسن بما بعده وهو من طرق عن بقية عن بحير عن خالد بن معدان ثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن عتبة بن عبد السلمي، وبقية مدلس لكنه صرح بالسماع من شيخه فانتفت شبهة التدليس، لكن يبقى فيه ضعف لجهالة عبد الرحمن السلمي قال الحافظ ﵀: مقبول. أي عند المتابعة (١ - ٤٩٣) لكن الحديث حسن بما قبله وما بعده من الأحاديث].
٣ - قال الدارمي (١ - ٢١): أخبرنا عبد الله بن عمران ثنا أبو داود ثنا جعفر بن عثمان القرشي عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن أبي ذر الغفاري قال: قلت: يا رسول الله كيف علمت أنك نبي حين استنبئت؟ فقال: "يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة، فوقع أحدهما على الأرض وكان الآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم. قال: فزنه برجل، فوزنت به فوزنته، ثم قال فزنه بعشرة فوزنت بهم فرجحتهم، ثم قال: زنه بمائة فوزنت بهم فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف فوزنت بهم فرجحتهم، كأني انظر إليهم ينتثرون علي من خفة الميزان، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لو وزنته بأمته لرجحها".
[درجته: حديثٌ حسنٌ بما قبله، رواه البزار (٩ - ٤٣٧) والطبريُّ في التاريخ (١ - ٥٣٤) والدارميُّ (١ - ٢١)، من طرق عن أبي داود الطيالسي قال نا جعفر ... به، هذا السند: فيه ضعف يسير من أجل عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير فهو وإن كان من رجال الشيخين إلا أنه لم يوثق توثيقًا يعتد به ولذلك لخص الحافظ ﵀ أقوال العلماء فيه فقال: مقبول. أي عند المتابعة أما تلميذه فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٢ - ٤٨٢): وجعفر بن عبد الله بن عثمان بن حميد القرشي المخزومي الحجازي يقال له جعفر الحميدي روى عن عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير، روى عنه أبو داود وأبو عاصم وعبد الله بن داود سمعت أبى يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد
1 / 13
ابن محمَّد بن حنبل فيما كتب إلى قال سألت أبى عن شيخ روى عنه أبو داود الطيالسي يقال له جعفر ابن عبد الله بن عثمان القرشي فقال أبى: جعفر ثقة .. وبعد فالحديث حسن بما قبله].
عناية عبد المطلب
قال الطبراني في المعجم الكبير (٦ - ٦٤): حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون الواسطي (ح)، وحدثنا الحضرمي ثنا وهب بن بقية قالا ثنا خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن عن كندير بن سعيد عن أبيه قال: حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف بالبيت وهو يرجز وهو يقول:
ربي رد إلي راكبي محمدًا ... رده رب إلي واصطنع عندي يدا
قلت: من هذا؟ قالوا: هذا عبد المطلب بن هاشم ذهبت إبل له فأرسل ابنه في طلبها فاحتبس عليه، ولم يرسله قط في حاجة إلا جاء بها قال: فما برحت أن جاء النبي ﷺ وجاء بالإبل معه فقال: يا بني لقد حزنت عليك حزنًا لا تفارقني أبدًا.
[درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: الحاكم (٢ - ٦٥٩) وأبو يعلى (٣ - ٥٤) والبيهقيُّ في الدلائل (٢ - ٢١) وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (٢ - ٦٧) من طرق عن خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن عن كندير وله طريق آخر هو طريق البيهقي وابن عدي: بهز بن حكيم عن أبيه عن حيدة بن معاوية وهو جده أنه خرج معتمرًا في الجاهلية، هذا السند: أما الأول ففيه ضعف لجهالة كندير ولجهالة العباس الهاشمي، قال في الجرح والتعديل (٦ - ٢١١): عباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم روى عن أبي هريرة وابن عباس وذى مخبر وكندير بن سعيد روى عنه داود بن أبي هند سمعت أبى يقول ذلك، وقال الحافظ: مستور (٢ - ٣٩٧) أما السند الآخر فهو حسن مشهور ويشهد لما قبله].
1 / 14
عناية أبى طالب
قال ابن أبي شيبة (٦ - ١٣٧): حدثنا قراد بن نوح قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله ﷺ وأشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت إليهم قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله ﷺ فقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدًا ولا يسجد إلا لنبي.
[درجته: سنده قوي، لكن لا يُدرى ممّن سمعه أبو موسى. رواه: سنن الترمذيُّ (٥ - ٥٩٠) والحاكم (٢ - ٦٧٢) من طرق عن قراد، هذا السند: قوي، قراد ثقة واسمه عبد الرحمن بن غزوان ٤٩٤ وشيخه حسن الحديث من رجال مسلم (٢ - ٣٨٤) وأبو بكر تابعي ثقة (٢ - ٤٠٠)].
رعي الغنم
قال البخاري (٢ - ٧٨٩): حدثنا أحمد بن محمَّد المكي حدثنا عمرو بن يحيى عن جده عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: "ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم". فقال أصحابه وأنت؟ فقال: "نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة"
مشاركة قومه
١ - قال أحمد (١ - ١٩٣): حدثنا إسماعيل ثنا ابن إسحاق يعني عبد الرحمن عن الزهري عن محمَّد بن جبير عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله ﷺ:"شهدت غلامًا مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب أن لي حمر النعم وإني أنكثه".
[درجته: سنده قوي، رواه: ابن حبان (١٠ - ٢١٦) وأبو يعلى (٢ - ١٥٦) والبيهقيُّ في الكبرى (٦ - ٣٦٦) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن محمَّد بن جبير بن مطعم ... به، هذا
1 / 15
السند: قوي محمَّد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل النوفلي تابعي ثقة عارف بالنسب، تقريب التهذيب ٤٧١، وتلميذه إمام معروف وعبد الرحمن بن إسحاق المدني صدوق من رجال مسلم (١ - ٤٧٢)].
٢ - قال ابن حبان (١٠ - ٢١٦): أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا معلي بن مهدي حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:"ما شهدت من حلف قريش إلا حلف المطيبين، وما أحب أن لي حمر النعم".
[درجته: حديثٌ حسنٌ دون قوله:"ما"، رواه: البيهقي في الكبرى (٦ - ٣٦٦)، هذا السند: فيه معلي بن مهدي فيه كلام يسير قال الحافظ في لسان الميزان (٦ - ٦٥)]: "معلي بن مهدى سكن الموصل وحدث عن أبي عوانة وشريك وعنه أبو معلى وجماعة وهو بصرى وقال أبو حاتم: يأتى أحيانًا بالمناكير قلت هو من العباد الخيرة صدوق في نفسه مات سنة خمس وثلاثين ومائتين انتهى وقد تقدم له ذكر في ترجمة إبراهيم بن ثابت من قول العقيلي انه عندهم يكذب وذكره بن حبان في الثقات وكناه أبو يعلى" وعمر بن أبي سلمة حسن الحديث إذا لم يخالف وقد خالف ما قبله بقوله ما شهدت (٢ - ٥٦) ووالده أحد التابعين الثقات (٢ - ٤٣٠) ومع هذا فالحديث حسن بما قبله دون قوله ما وإلا].
٣ - قال الطبري في التفسير (٥ - ٥٥): حدثنا بذلك أبو كريب قال ثنا وكيع عن شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله ﷺ قال:"لا حلف في الإِسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإِسلام إلا شدة، وما يسرني أن لي حمر النعم وأنى نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة".
[درجته: حديثٌ صحيحٌ، رواه: من طريق آخر فقال: وحدثنا أبو كريب قال ثنا مصعب بن المقدام عن إسرائيل بن يونس عن محمَّد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عكرمة عن ابن عباس، هذا السند: قوي، سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي أبو المغيرة صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة وقد تغير بأخرة فكان ربما تلقن تقريب التهذيب ٢٥٥، لكنه توبع في الطريق الأخرى والذي تابعه ثقة من رجال مسلم (٢ - ١٨٤) وإسرائيل بن يونس بن أبي
1 / 16
إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف الكوفي ثقة من رجال الشيخين تكلم فيه بلا حجة، تقريب التهذيب ١٠٤، ومصعب حسن الحديث من رجال مسلم (٢ - ٢٥٢)، وأبو كريب ثقة حافظ اسمه محمَّد بن العلاء (٢ - ١٩٧) والحديث صحيح بطريقيه عن عكرمة].
عمل النبي ﷺ في التجارة
١ - قال ابن أبي الدنيا في الصمت ١٠٧: حدثنا أحمد بن جميل أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا المسعودي حدثنا الأعمش عن مجاهد قال: حدثني مولاي عبد الله بن السائب قال: كنت شريك النبي ﷺ في الجاهلية فلما قدمنا المدينة قال لي: "أتعرفني؟ " قلت: نعم كنت شريكي فنعم الشريك، كنت لا تداري ولا تماري.
[درجته: سنده قوي، رواه: أيضًا في الغيبة والنميمة ٢٠ والطبرانيُّ في المعجم الأوسط (١ - ٢٦٧) وأبو داود (٢ - ٦٧٦) وابن ماجه (٢ - ٧٦٨) وأحمدُ بن حنبل (٣ - ٤٢٥) والطبرانيُّ في المعجم الكبير (٧ - ١٤٠) والبيهقيُّ في السنن الكبرى (٦ - ٧٨)]، هذا السند: قوي فشيخه أحمد بن جميل المروزي أبو يوسف نزيل بغداد روى عن بن المبارك ومعتمر بن سليمان وأبي نميلة وعنه يعقوب بن شيبة وعباس الدوري وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وغيرهم، قال إبراهيم بن الجنيد عن بن معين: سمع من بن المبارك وهو غلام وقال عبد الخالق بن منصور عن بن معين: ثقة وقال يعقوب بن شيبة: صدوق لم يكن بالضابط وثقه عبد الله بن أحمد، وذكره بن حبان في الثقات لسان الميزان (١ - ١٤٧)، وشيخه عبد الله بن المبارك المروزي مولى بني حنظلة ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير، تقريب التهذيب (٣٢٠) أما المسعودي فالمشهور أنه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي المسعودي صدوق اختلط قبل موته وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط تقريب التهذيب (١ - ٣٤٤)، قال في تهذيب التهذيب (٦ - ١٩١): قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: سماع وكيع من المسعودي قديم وأبو نعيم أيضًا وإنما اختلط المسعودي ببغداد ومن سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه جيد. ثم قال: وقال بن نمير: كان ثقة واختلط بآخره سمع منه بن مهدي ويزيد بن هارون أحاديث مختلطة ومما روى عنه الشيوخ فهو مستقيم. ثم وجدت أن المسعودي هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي أبو عبيدة المسعودي ثقة تقريب التهذيب (٣٦٥) فصح بذلك السند. كما أن المسعودي ﵀ لم ينفرد فقد تابعه منصور بن
1 / 17
أبي الأسود حدثنا الأعمش في الغيبة والنميمة (٢٠) والطبرانيُّ في المعجم الأوسط (١ - ٢٦٧) ومنصور بن أبي الأسود الليثي الكوفي يقال اسم أبيه حازم صدوق رمي بالتشيع، تقريب التهذيب (٥٤٦) كما تابعه أبو عبيدة في الآحاد والمثاني (٢ - ٣٣).
وقد يقال أن مجاهد لم يسمع من مولاه حيث رواه أبو داود وابن ماجه وأحمدُ بن حنبل والطبرانيُّ في المعجم الكبير والبيهقيُّ في الكبرى من طريق إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن قائد السائب عن السائب، لكن يعكر على هذا القول ترجمة إبراهيم بن مهاجر قال الحافظ في تقريب التهذيب (٩٤): "إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي صدوق لين الحفظ"].
الزواج بخديجة
١ - قال أحمد (١ - ٣١٢): حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو كامل ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن بن عباس فيما يحسب حماد: أن رسول الله ﷺ ذكر خديجة وكان أبوها يرغب أن يزوجه فصنعت طعامًا وشرابًا فدعت أباها وزمرًا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا فقالت خديجة لأبيها إن محمَّد بن عبد الله يخطبني فزوجني إياه فزوجها إياه فخلعته وألبسته حلة وكذلك كانوا يفعلون بالآباء فلما سرى عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة فقال ما شأني ما هذا قالت زوجتني محمَّد بن عبد الله قال أنا أزوج يتيم أبي طالب لا لعمري فقالت خديجة: أما تستحي تريد أن تسفه نفسك عند قريش تخبر الناس أنك كنت سكران فلم تزل به حتى رضي.
[درجته: سنده جيد على شرط مسلم، رواه: الطبراني في الكبير (١٢ - ١٨٦) والبيهقيُّ في الكبرى (٧ - ١٢٩) من طرق عن حماد قال أنا عمار بن أبي عمار عن بن عباس، هذا السند: جيد، عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم أبو عمر ويقال أبو عبد الله صدوق ربما أخطأ وهو من رجال مسلم تقريب التهذيب ٤٠٨، وتلميذه حماد إمام من رجال مسلم (١ - ١٩٧) والسند على شرط مسلم انظر صحيح مسلم (٤ - ١٨٢٧)].
1 / 18
الزواج بعائشة وسودة
١ - قال الإمام أحمد بن حنبل (٦ - ٢١٠): حدثنا محمَّد بن بشر قال حدثنا محمَّد بن عمرو قال ثنا أبو سلمة ويحيى قالا: لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت: يا رسول الله ألا تزوج، قال: "من؟ " قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا، قال: "فمن البكر؟ " قالت: ابنة أحب خلق الله ﷿ إليك عائشة بنت أبي بكر، قال: "ومن الثيب؟ " قالت: سودة ابنة زمعة قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول قال: "فاذهبي فاذكريهما علي" فدخلت بيت أبي بكر فقالت: يا أم رومان ماذا أدخل الله ﷿ عليكم من الخير والبركة، قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله ﷺ أخطب عليه عائشة، قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله ﷺ أخطب عليه عائشة قال: وهل تصلح له إنما هي ابنة أخيه؟ فرجعت إلى رسول الله ﷺ فذكرت له ذلك قال:"ارجعي إليه فقولي له: أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي" فرجعت فذكرت ذلك له قال: انتظري: وخرج. قالت أم رومان: أن مطعم بن عدى قد كان ذكرها على ابنه، فوالله ما وعد وعدًا قط فأخلفه لأبي بكر. فدخل أبو بكر على مطعم بن عدى وعنده امرأته أم الفتى فقالت: يا ابن أبي قحافة لعلك مصب صاحبنا مدخله في دينك الذي أنت عليه أن تزوج إليك؟ قال أبو بكر للمطعم بن عدى: أقول هذه تقول إنها تقول ذلك. فخرج من عنده وقد أذهب الله ﷿ ما كان في نفسه من عدته التي وعده، فرجع فقال لخولة: ادعي لي رسول الله ﷺ فدعته فزوجها إياه وعائشة يومئذ بنت ست سنين، ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة فقالت: ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة. قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله ﷺ أخطبك عليه. قالت: وددت أدخلي إلى أبي فاذكري ذاك له، وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السنن قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فحيته بتحية الجاهلية فقال: من هذه؟ فقالت: خولة بنت حكيم، قال فما شأنك: قالت:
1 / 19
أرسلني محمَّد بن عبد الله أخطب عليه سودة. قال: كفء كريم، ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذاك. قال: ادعها لي، فدعيتها قال: أي بنية إن هذه تزعم أن محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك وهو كفء كريم، أتحبين أن أزوجك به؟ قالت: نعم، قال: ادعيه لي. فجاء رسول الله ﷺ إليه فزوجها إياه، فجاءها أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثي في رأسه التراب، فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله ﷺ سودة بنت زمعة. قالت عائشة: فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن الخزرج في السنح قالت: فجاء رسول الله ﷺ فدخل بيتنا واجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء، فجاءتني أمي وإني لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي فأنزلتني من الأرجوحة ولي جميمة ففرقتها ومسحت وجهي بشيء من ماء ثم أقبلت تقودني حتى وقفت بي عند الباب وإني لأنهج حتى سكن من نفسي، ثم دخلت بي فإذا رسول الله ﷺ جالس على سرير في بيتنا وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلستني في حجره ثم قالت: هؤلاء أهلك، فبارك الله لك فيهم وبارك لهم فيك، فوثب الرجال والنساء فخرجوا، وبنى بي رسول الله ﷺ في بيتنا، ما نحرت علي جزور ولا ذبحت علي شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله ﷺ إذا دار إلى نسائه وأنا يومئذ بنت تسع سنين.
[درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: الحاكم (٢ - ١٨١) والبيهقيُّ (٧ - ١٢٩) والطبرانيُّ في المعجم الكبير (٢٣ - ٢٣) والآحاد والمثاني (٥ - ٣٨٩) من طرق عن محمَّد بن عمرو قال ثنا يحيى عن عائشة، هذا السند: إسناده حسن، وظاهره الإرسال لكنه جاء متصلًا عند الأئمه السابقين، حيث رفعه الثقات: يحيى بن سعيد وعبد الله بن إدريس و، ويحيي بن عبد الرحمن بن حاطب ممّن روى عنها وروى عن غيرها من الصحابة، بل إن سياق الحديث يدل على الاتصال، وسبب كون الإسناد حسنًا هو محمَّد بن عمرو بن علقمة فهو حسن الحديث].
٢ - قال البخاري (٥ - ١٩٦٩): حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن أبيه عن عائشة ﵂ قالت: قال لي رسول الله ﷺ: "رأيتك في المنام يجيء بك الملك في سرقة من
1 / 20