The Authentic Comprehensive Biography of the Prophet
الجامع الصحيح للسيرة النبوية
ناشر
مكتبة ابن كثير
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
محل انتشار
الكويت
ژانرها
ويروي البخاري عن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي ﷺ، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله! لأنت أحبّ إِليّ من كل شيء إِلا من نفسي، فقال النبي ﷺ: "لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبّ إِليك من نفسك". فقال له عمر: فإِنه الآن والله! لأنت أحب إِليّ من نفسي، فقال النبي ﷺ: "الآن يا عمر" (١)!
ويصور لنا مدى الحب في صورة عمليّة ما رواه مسلم وغيره عن أنس قال: لقد رأيت رسول الله ﷺ والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابُه، فما يريدون أن تقع شعرة إِلا في يد رجل (٢)!
وفي رواية له قال: دخل علينا النبي ﷺ، فقال عندنا - فَعَرِق، وجاءت أمّي بقارورة -فَجَعلتُ تَسْلِتُ العرق فيها- فاستيقظ النبي ﷺ، فقال: "يا أم سُلَيم! ما هذا الذي تصنعين"؟
قالت: هذا عرقُك نجعله في طيبِنا، وهو مِنْ أطيب الطيب!
وفي رواية قال: كان النبي ﷺ يدخل بيت أم سُلَيمْ، فينام على فراشها -وليست فيه- قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها - فأُتيتْ فقيل لها: هذا النبي ﷺ نام في بيتك، على فراشك، قال فجاءت وقد عَرِقَ، واستَنقَعَ عَرقُه على قطعة أديم، على الفراش، ففتَحت عَتيدتَهَا، فجعلت تُنَشِّفُ ذلك العرق فتعصِرهُ في قواريرها، ففزع النبي ﷺ فقال:
(١) البخاري: ٨٣ - الأيمان (٦٦٣٢). (٢) مسلم: ٤٣ - الفضائل (٢٣٢٥، ٢٣٣١، ٢٣٣٢) وأحمد: ٣: ١٣٦، وعبد بن حميد (١٢٦٨)، والبغوي (٣٦٦١)، والطبراني: الكبير: ٢٥ (٢٨٩)، وأبو نعيم: الحلية: ٢: ٦١، والبيهقي: الشعب (١٤٢٩).
1 / 222