116

The Arab Woman in Her Age of Ignorance and Islam

المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها

ناشر

مكتبة الثقافة

ویراست

الثانية

سال انتشار

١٣٥٠ هـ - ١٩٣٢ م

محل انتشار

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

وإن أمتع ما قيل في وصف نواعم العيش منفتيات البادية قول المَرّار بن المُنقذ التميمّي يصف فتاة من سَنّيات قومه:
ناعَمَتْها أمُّ صِدْقٍ بَرّةٌ ... وأبٌ برّ بها غير حَكم
فهي خَذواء بعيش ناعم ... بَرَدَ العيشُ عليها وقَصُر
لا تمسُّ الأرض إلا دونها ... عن بلاط الأرض ثوب منْعَفر
تطأ الخزّ ولا تكْرِمُه ... وتطيلُ الذيل فيه وتجُر
وترى الرّيط مَواديع لها ... شُعًُا تلبسها بعد شُعُر
عَبِق العنبر والمسك بها ... فهي صفراء كعرجون العُمر
وهي لو يُعصر من أردانها ... عَبِق المسك لكادت تنعصر
دينها وعقائدها
إذا استثنيت فصائل منْبَثة في تفاريق بلاد العرب، من اليهود والنصارى، وآحادًا من الموحدين، فلست بواجد للقوم دينًا قَيمًا يعتدُّون به ويعتمدون عليه.
فهم يعتقدون أن هناك إلهًا فاطر السماوات والأرض، وأودع سره وأفاض من روحه على ماشاء من خَلقه. لذلك عَبدوا الملائكة والكواكب، ولذلك اتخذوا الأصنام من الشجر والحجر. كل يختار أفضل ما يراه وأولاده - فيما يزعمون - بقوة الله، حتى لقد حلا لبنى حنيفة أن يتخذوا إلههم من الحَبيس فعبدوه دهرًا طويلا ثم أصابتهم مجعة فأكلوه! فقال قائل من تميم:

1 / 120