منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين
منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين
ژانرها
والرب ﵎ حي حياة كاملة لم يسبقها عدم، ولا يعتريها نقص، ولا يعقبها فناء؛ بل هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وهاتان الصفتان ذاتيتان لله سبحانه ثابتتان بالكتاب والسنة، كما سبق بعض أدلتها في كلام الشيخ ﵀ السابق:
فمن الكتاب:
- قال تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢)﴾ آل عمران: ٢.
- وقال تعالى: ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾ طه: ١١١.
ومن السنة:
- عن يسار بن زيد عن أبيه ﵁ أنه سمع النبي ﷺ يَقُولُ: (من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف) (١).
- وعن أنس بن مالك ﵁ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ جالسًا ورجل يصلي ثم دعا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي ﷺ: (لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئِل به أعطى) (٢).
قال شيخ الإسلام ﵀: " فنفي أَخْذ السِّنَة والنوم له مستلزم لكمال حياته وقيوميته، فإن النوم ينافي القيومية، والنوم أخو الموت؛ ولهذا كان أهل الجنة لا ينامون" (٣).
قال ابن القيم ﵀: " صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى هو اسم الحي القيوم، والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام، ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة؛ لم يلحقهم هم ولا غم ولا حزن ولا شيء من الآفات، ونقصان
(١) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في الاستغفار برقم (١٥١٧)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١٦٢٢). (٢) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء برقم (١٤٩٥)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (١/ ٢٧٩) (١٣٢٦). (٣) مجموع فتاوى ابن تيمية (التفسير) (٥/ ١٢٦).
1 / 160