The Ancient Near East in Egypt and Iraq
الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق
ناشر
مكتبة دار الزمان
ژانرها
حضارة مرمدة بني سلامة في جنوب غرب الدلتا، وحضارة الفيوم في مدخل مصر الوسطى، ثم حضارة دير تاسا في أسيوط أي في قلب الصعيد. ولا تعني هذه التسميات أن النشاط في مصر اقتصر أمره على هذه القرى فحسب، وإنما هي تعني قبل كل شيء أن قراها "وقليلا غيرها"١ هي التي تم الكشف عن آثارها كشفا منظما حتى الآن. وقد أخذت كل حضارة منها بالخطوط العامة لتنوع حرف عصرها، من حيث الجمع بين الزراعة وتربية الحيوان والصيد، وصقل الأدوات الحجرية، وصناعة الفخار، وصناعة الحصير والسلال وغزل الكتان. ولكن تميزت كل منها عن الأخرى في أساليب صناعتها، وفي طرق بناء المساكن والمقابر فيها، وفي مدى ما بلغه أهلها من النجاح في أساليب الزينة والزخرف. وذلك ما سوف نوجزه فيما يلي:
_________
١ See، J. Vandier، Manu El D' A Rcheologie Egyptienne، T. I،. Paris، ١٩٥٢، ٦٤f.
في مرمدة بني سلامة: اتصفت آثار مرمدة بني سلمة بخصائص أربع، وهي: أنها عرفت نوعين من المساكن أحدهما بيضي القاعدة يُبنى من جواليص الطين في حفرة متسعة بحيث يظل ربعه تقريبا تحت مستوى سطح الأرض مما يؤدي إلى ثبات جدرانه وإلى حمايته من هبات الرياح. وينزل صاحبه إليه من خارجه على درجة من ساق فرس النهر أو قطعة غليظة من فرع شجرة. والنوع الآخر عبارة عن دروة بيضاوية القاعدة أيضًا تشيد من البوص قرب المزارع، ويلجأ الزارعون إلى مثلها في أوقات الراحة نهارا. ويبيتون فيها في ليالي الصيف ومواسم الحصاد١، كما يفعل أضرابهم من المزارعين حتى الآن. وظهرت الخاصية الثانية لمرمدة بني سلامة في أن أهلها اعتادوا على أن يدفنوا أغلب موتاهم بين مساكنهم ويرقدوهم على الجانب الأيمن بحيث يتجهون بوجوههم ناحية الشرق وناحية بيوتهم، دون أن يزودهم بقربان خاص فيما عدا حفنة من الحبوب قد توضع أحيانًا قرب أفواههم٢؛ اعتقادا منهم بأن دفنهم بين المساكن يغنيهم عن القربان ويهيئ لأرواحهم أن تشارك أهلها فيما يطعمونه ويشربونه في بيوتهم. ولا تكاد تشارك مرمدة في هذه الخاصية في عصرها غير قرية العمري قرب حلوان٣. أما بقية قرى القطر المعاصرة لها فقد اعتاد أهلها على دفن موتاهم خارج مساكنهم واهتموا بتوفير قرابينهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيل. وتمثلت الميزة الثالثة لمرمدة في أن بعض مساكنها التي اكتشفت آثارها الطفيفة "من النوع الأول" قد التزمت صفين شبه مستقيمين يفصل بينهما طريق ضيق٤ وذلك هو أقدم تخطيط عرف للقرى المصرية _________ ١ H. Junker، Merim Le-Benisalame، ١٩٣٠، ٤٦، Abb. ٤; ١٩٣٢، ٤٨، Abb. ٢، Taf. Ii، ٥٢f.، Taf. Iii; ١٩٣٣، ٦٧f.، Abb. ٢، ٣; ١٩٤٠، ١١f. ٢ Ibid.، ١٩٣٣، ٧٢f.، ٧٤f. ٣ Chronique D'egypte، ١٩٤٦، ٥١، Fig. ٦-٧; Asae، Xlviii، ٥٦٤-٦٥. ٤ H. Junker، Op. Cit.، ١٩٣٣، ٥٨f.
في مرمدة بني سلامة: اتصفت آثار مرمدة بني سلمة بخصائص أربع، وهي: أنها عرفت نوعين من المساكن أحدهما بيضي القاعدة يُبنى من جواليص الطين في حفرة متسعة بحيث يظل ربعه تقريبا تحت مستوى سطح الأرض مما يؤدي إلى ثبات جدرانه وإلى حمايته من هبات الرياح. وينزل صاحبه إليه من خارجه على درجة من ساق فرس النهر أو قطعة غليظة من فرع شجرة. والنوع الآخر عبارة عن دروة بيضاوية القاعدة أيضًا تشيد من البوص قرب المزارع، ويلجأ الزارعون إلى مثلها في أوقات الراحة نهارا. ويبيتون فيها في ليالي الصيف ومواسم الحصاد١، كما يفعل أضرابهم من المزارعين حتى الآن. وظهرت الخاصية الثانية لمرمدة بني سلامة في أن أهلها اعتادوا على أن يدفنوا أغلب موتاهم بين مساكنهم ويرقدوهم على الجانب الأيمن بحيث يتجهون بوجوههم ناحية الشرق وناحية بيوتهم، دون أن يزودهم بقربان خاص فيما عدا حفنة من الحبوب قد توضع أحيانًا قرب أفواههم٢؛ اعتقادا منهم بأن دفنهم بين المساكن يغنيهم عن القربان ويهيئ لأرواحهم أن تشارك أهلها فيما يطعمونه ويشربونه في بيوتهم. ولا تكاد تشارك مرمدة في هذه الخاصية في عصرها غير قرية العمري قرب حلوان٣. أما بقية قرى القطر المعاصرة لها فقد اعتاد أهلها على دفن موتاهم خارج مساكنهم واهتموا بتوفير قرابينهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيل. وتمثلت الميزة الثالثة لمرمدة في أن بعض مساكنها التي اكتشفت آثارها الطفيفة "من النوع الأول" قد التزمت صفين شبه مستقيمين يفصل بينهما طريق ضيق٤ وذلك هو أقدم تخطيط عرف للقرى المصرية _________ ١ H. Junker، Merim Le-Benisalame، ١٩٣٠، ٤٦، Abb. ٤; ١٩٣٢، ٤٨، Abb. ٢، Taf. Ii، ٥٢f.، Taf. Iii; ١٩٣٣، ٦٧f.، Abb. ٢، ٣; ١٩٤٠، ١١f. ٢ Ibid.، ١٩٣٣، ٧٢f.، ٧٤f. ٣ Chronique D'egypte، ١٩٤٦، ٥١، Fig. ٦-٧; Asae، Xlviii، ٥٦٤-٦٥. ٤ H. Junker، Op. Cit.، ١٩٣٣، ٥٨f.
1 / 40