The Afro-Asian Idea
فكرة الإفريقية الآسيوية
پژوهشگر
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
ناشر
دار الفكر
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
محل انتشار
دمشق سورية
ژانرها
ذلك أناسًا، بل مستعمَرين (١)؛ فهو يتحرك ببرجه العاجي؛ كما يتحرك الرحالة بخيمته؛ وهو حيثما ذهب- سواء كان صانعًا أو مخبرًا صحفيًا أو مجرد سائح في بلد متخلف- ينشئ- عن قصد أو غير قصد- ما يسمى حالة استعمارية (Situation Coloniale) .
وعليه فالأوروبي لا ينشئ في هذه الحالة روابط صداقية (٢) وأخلاقية؛ فإن علاقاته مع المستعمَر، هي من النوع الاقتصادي أو الإداري أو السياحي؛ بل حتى من النوع الاستراتيجى في بعض الحالات تبعًا لاتصاله بزبائن أو رعايا أو أقوام مستعمرين؛ أو لحم يطعمه للقنابل الذرية.
وبدهي أنه لا يمكننا أن نستخلص من هذه الروابط الخاصة خطًا سياسيًا يتفق مع القيادة الروحية للعالم. وأن هذه الاعتبارات والأفكار الاقتصادية لا يمكنها أن تنتجه، ففي أحد التحقيقات عن الصين الجديدة نشر الكاتب الصحفي الإنجليزي كنجسلي مارتان (Kingsly martin) بكل استهزاء وتهكم محادثة جرت بينه وبين بعض الأمريكيين- المطلعين على بواطن الأمور- والذين لا يعدون مئات الملايين من الآسيويين سوى متخلفين تعساء، يمكن انقسامهم إلى طيبين وأشرار تبعًا لولائهم أو تمردهم بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
فمن الواضح أنه لا يمكن أن يكون المرء حكمًا في موقف عالمي معقد، ولديه نفسية بسيطة إلى هذا الحد. وأمريكا لا تستطيع التغلب على المصاعب المتصلة
_________
(١) يعدّ شفيتزر (Schveitzer) وغيره من الوجوه الطيبة سطورًا من النور تحدد الحقيقة التي نذكرها.
(٢) تحدث مراسل صحفى باريسي عن ارتباط الشعوب السوداء بفرنسا بعد هزيمة ١٩٤٠م فحكى قصة استقباله لدى أحد السود قائلًا: «لقد كان يزحف عند قدمي كأنه كلب» والذي يهمنا في هذا النص ليس هو الألفاظ المادية المحسة في المقارنة، وإنما الصورة الصادرة عن اللاشعور.
1 / 44