The Afro-Asian Idea
فكرة الإفريقية الآسيوية
پژوهشگر
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
ناشر
دار الفكر
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
محل انتشار
دمشق سورية
ژانرها
فمنذ عام ١٩٤٥م ونحن نرى مأساة الأخذ بالثأر، إذ يريد الاستعمار أن يثأر مقدمًا لموته الوشيك في البلاد التي تخلع نيره، وتنبذ غله. وما هذه الآلاف من الرجال المقتولين والمعذبين في البلاد التي ما زالت تحت نير الاستعمار، ليست هذه- واأسفاه- إلا ضحايا هذه المعركة الدامية، معركة الأخذ بالثأر، التي لا يرى الاستعمار خلالها في شعوب المستعمرات شيئًا مقدسًا؛ لا دماءها، ولا أعراضها، ولا حقوقها الابتدائية.
وإن انفجار التفرقة العنصرية في جنوبي إفريقية، حيث أغلقت الكلية الجامعية الوحيدة للملونين في (فارت هار Forte Hare) لينبع من المرض العقلي نفسه الذي يسمى (الذهان). فكل هذه الجرائم تعاويذ دامية، ووسائل مقيتة لسحر أسود مشؤوم، يريد إنقاذ سيادة البيض بأي ثمن.
في هذه الحالة الخاصة بالعقل الغربي يجب أن نبحث عن مبعث هذه الجهود المنحرفة التي لا يكفون عن أن يقفوا بها في وجه الاتجاه الطبيعي للعالم، في سبيل التطور السلمي الأفرسيوي.
وإن إرادة الكبار بما تتمتع به من حق الاعتراض- الفيتو- في المناقشات الدولية لتعتبر في الواقع التيار المضاد لاطراد التاريخ: تيارًا مضادًا محملًا بكل العناصر السلبية التي تملكها حضارة لم تستطع أن تتغلب على مصاعبها الأخلاقية. وهذا الجمود الأخلاقي كله هو الذي يضغط بثقله على المصير الإنساني، معطلًا التاريخ، تاركًا الأحداث تجري في مكانها.
هذا النوع من الافتقار يتمثل طبعًا في سنوات خالية من التاريخ، ففي إحدى صور تأبين عام ١٩٥٢م، العام الذي بدا لأحد النقاد خاليًا من التاريخ، ترجم هذا الناقد عن ملاحظته بمقارنة مقتبسة من هذه- الأوبرات- التي تنشد فيها الجوقات: (فلنسر .. فلنسر)، دون أن تتقدم.
ولقد أرادت السياسة الغربية بما يقرب من هذه الطريقة، أن تدفع العالم إلى التقدم منذ عام ١٩٤٥م، فلم تكف الجوقة عن أن تنشد نشيد التقدم والحضارة،
1 / 40