انقلاب شعر مدرن از بودلر تا عصر حاضر (بخش اول): مطالعه
ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة
ژانرها
عن مرض البطاطس!
3 (5) الحداثة وشعر المدينة
ربما استطاعت الأبيات السابقة أن تعطينا فكرة عن موقف رامبو من الحداثة، وهو شبيه بموقف بودلير. فكلاهما يكره الحداثة إذا كانت تدل على التقدم المادي أو التطور العلمي، وكلاهما يتشبث بها بقدر ما تعطيه من تجارب جديدة، تدفعه بخشونتها وسوادها على أن ينشئ فيها قصائد خشنة سوداء.
من هنا نستطيع أن نفهم شعر رامبو عن المدينة، وهو الذي نجده في مجموعة القصائد النثرية التي تحمل عنوانا قد يفيد معنيين: الإشراقات أو اللوحات الملونة
Ill uminations .
ولو تذكرنا قصيدة بودلير السابقة التي يروي فيها حلمه عن مدينة صناعية لا توجد إلا في خيال عقل هندسي مجرد، فإن قصائد رامبو في هذه المجموعة الرائعة تصل بذلك الحلم إلى أقصى مداه، ومن أفضل هذه القصائد تلك التي تحمل عنوان «مدينة» و«مدن». هنا نجد أمامنا أكواما من الصور المفككة المتراكمة التي ترسم لنا مدن الخيال أو مدن المستقبل، وتحلق فوق الأزمنة والعصور، وتعكس كل نظام مكاني مألوف، هناك الكتل الضخمة التي تتحرك وتترنم بالأصوات الشجية وتبكي وتصرخ وتنشج، ويختلط الشيء بما ليس بشيء. و«ينهار المتألهون» بين أكواخ من بللور ونخيل من نحاس، وفوق أخاديد رهيبة وهوى عميقة ترقص فيها الأشباح، ونرى حدائق صناعية وبحرا صناعيا، وقبة كنيسة من الصلب قطرها خمسة عشر ألف قدم! وشمعدانات هائلة ومدينة عالية لا تكاد العين ترى المدينة الصغيرة التي بنيت تحتها:
مدينة
لست بالمواطن العابر الساخط كل السخط في عاصمة يعتقد الناس أنها حديثة لأن كل ذوق معروف قد استبعد من أثاث بيوتها الداخلي والخارجي كما استبعد من خريطة المدينة. لن يمكنكم أن تعثروا هنا على أثر واحد للخرافة. إن الأخلاق واللغة قد ردا إلى أبسط تعبير لهما، أخيرا! هذه الملايين من الناس الذين لا يشعرون بالحاجة إلى معرفة بعضهم البعض، يمارسون التربية والحرفة والشيخوخة ، بصورة بلغت من التشابه حدا يجدر معه أن تصبح أعمارهم أقصر بكثير مما يثبته التعداد المجنون لشعوب القارة. وهكذا أطل من نافذتي وأرى أشباحا جديدة تدور في دخان الفحم الأزلي الكثيف - ظل غاباتنا، ليل صيفنا! - وآلهة انتقام جديدة، أمام كوخي، الذي هو وطني وقلبي كله، وإذ كان كل شيء هنا يشبه هذا، ينشج الموت الذي خلا من الدموع ، خادمنا النشيط وعبدنا، وحب يائس، وجريمة فاتنة في وحل الطريق.
مدن
إنها لمدن! إنه لشعب من أجله ارتفعت جبال الأحلام في أليجانيس
صفحه نامشخص