انقلاب شعر مدرن از بودلر تا عصر حاضر (بخش اول): مطالعه
ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة
ژانرها
والاستدارة أسفل الظهر تبدو شديدة الانتفاخ؛
سلسلة الظهر محمرة قليلا، والجسد كله
ينشر رائحة مفزعة غريبة، ويرى الإنسان
أشياء عجيبة تحتاج لعدسة مكبرة ...
محفورة أسفل الظهر كلمتان: فينوس الشهيرة؛
الجسد كله يحرك ويمد خلفيته العريضة،
التي يزيد من جمالها البشع قرح في الشرج.
إن مضمون القصيدة يبين المفارقة الحادة مع عنوانها؛ فها هي ذي فينوس الجميلة الحالة قد استحالت امرأة بشعة ، يطفو رأسها المقروح من مغطس من الصفيح، وتستقر رقبتها الغليظة الكالحة فوق ظهر مقوس حفر عليه الاسم الرائع المهان، وبين الفخذين قرحة تنشر رائحة لا شأن لها بالطيب والعطور! وقد حاول بعض الشراح أن يجد في القصيدة سخرية ببعض قصائد شعراء البارناس (وهم جماعة من الشعراء الفرنسيين كانوا يميلون إلى التغني بالأساطير القديمة). بيد أنها سخرية مفزعة لا دعابة فيها؛ فالشاعر يهاجم الأسطورة نفسها، بل يهاجم التراث والجمال بوجه عام. وهو يفرغ في هذا الهجوم شحنة هائلة من رغبته العارمة في التحوير والتغيير والتشويه، ولكن الغريب حقا أن هذه الرغبة في التشويه تملك من المقدرة الفنية ما يمكنها من أن تجعل من القبح أسلوبا له منطقه الخاص.
وتزداد السخرية المرة بالجمال والتراث في قصيدة أخرى بعنوان: «ما يقال للشاعر عن الزهور»، إنها تهزأ بالقصائد التي يتغنى فيها الشعراء بالورود والزهور والسوسن والزنبق، فهناك نباتات أخرى تلائم الشعر الجديد: فلا تتغن أيها الشاعر بالزهرة والكرمة، بل بالدخان، وأعواد القطن، وأمراض البطاطس. إن دمعة شمعة واحدة أصلح للشعر من ندى الزهرة الحية أو الميتة، والنباتات الغريبة النادرة أنسب مما تراه في وطنك، وتحت سماء سوداء في زمن الرعب والحديد ينبغي أن تكتب قصائد سوداء، تبزغ فيها القافية كالملح أو كالمطاط السائل، إن أسلاك البرق هي قيثارتها، وسيأتي إنسان يعزف عليها نغم الحب العظيم، إنسان «يسرق منا المغفرة المظلمة.»
أيها التاجر! أيها الزارع! أيها الوسيط!
صفحه نامشخص