ففي (شرح الإبانة) لمذهبنا والشافعي: لا يتولاه خشية المحاباة، وعند أبي حنيفة, وصاحبيه: يجوز، وجاء في الحديث عنه : ((لعن الله الوالي يتجر في رعيته))
وفي الآية دلالة على أن الغني لا ينافي القربة، فيستحب أن يتصدق على الأغنياء إذا كان فيهم وجه قربة؛ لأنه قد روي أنهم كانوا أغنياء، ولم ينكر عليهم يوسف -عليه السلام-، ووجه التقرب عليهم قيل: كونهم أنبياء، وقيل: أولاد أنبياء، وهذا يدل على أن من تصدق على رجل لا قربة فيه صلة لآبائه الذين فيهم قربة أن ذلك صدقة وقربة، ويدل على أن السائل له حق لا ينبغي أن يخيب ؛ لأن يوسف -عليه السلام- رق لهم شكايتهم فبادر إلى إنزال المسرة عليهم، قيل: لما قالوا: مسنا وأهلنا الضر رقصت عيناه، وباح بما يكتمه.
وقيل: علم الله المصلحة بإخباره بحالهم.
وقيل: زال المانع.
وقيل: لما وقف على كتاب يعقوب إلى عزيز مصر وهو من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر أما بعد: فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء، أما جدي فشدة يداه ورجلاه ورمي به في النار ليحرق فنجاه الله تعالى، وجعلت النار عليه بردا وسلاما، وأما أبي فوضعت السكين على قفاه ليقتل ففداه الله، وأما أنا فكان لي ابن وكان أحب أولادي إلي فذهب به إخوته إلى البرية، ثم أتوا بقميصه ملطخا بالدم وقالوا: قد أكله الذئب، فذهبت عيناي من بكائي عليه، ثم كان لي ابن وكان أخاه من أمه وكنت أتسلى به فذهبوا به، ثم رجعوا وقالوا: إنه سرق وأنك حبسته لذلك، وإنا أهل بيت لا نسرق، ولا نلد سارقا، فإن أرددته علي وإلا دعوت عليك دعوة تدرك السابع من ولدك، والسلام.
صفحه ۹۰