إن قيل: هذا يوصل إلى المباح بما صورته صورة المحظور، وهو تقريرهم على ما هم عليه فأشبه بيع رؤوس الكفار من الكفار، وقد نص الأئمة على أنه لا يجوز، ورووا أن رجلا من المشركين يوم الخندق وقع في الخندق مقتولا، فطلب المشركين جيفته بعشرة آلاف درهم، فامتنع صلى الله عليه وآله وسلم وأمر بردها إليهم، ولهذه المسألة نظائر ومسائل تدل على المنع، ومسائل تدل على الجواز وقد ذكرت في غير هذا الموضع المعنى
{واصبر نفسك }:أي أحبسها.
قال ذؤيب:
فصبرت عارفة لذلك حرة
ترسو إذا نفس الجبان تطلع
أراد وصف نفسه بالصبر والتجلد على الشدائد .والعارفة :الضائرة من العرف- بكسر العين- وهو الصبر، وقوله: ترسو أي ترسخ وتثبت.
وقوله: إذا نفس الجبان تطلع أي تتضرب ولا تستقر.
وقوله تعالى:
{مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}.
قيل: أراد دائبين على الدعاء في كل وقت، وقيل: أراد صلاة الفجر والعصر.
وفي عين المعاني للسخاوندي:وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((لئن أصبر مع قوم يذكرون الله من بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل -عليه السلام- ومن بعد صلاة العصر إلى أن تغرب أحب إلي من مثلهم)).
وقيل: أراد الصلوات الخمس والغداة والعشي عبارة عن الدوام.
وقيل: خصهما لأن من عمل في وقت الشغل كان بالليل أعمل.
وقوله:{ولا تعد عيناك عنهم} :
يريد الحث على ملازمتهم.
وقوله تعالى:{ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا}:
يعني خذلناه عقوبة لمعصيته فرغب عن مجالسة المساكين.
وقرئ في الشاذ: { أغفلنا قلبه عن ذكرنا} بإسناد الفعل إلى القلب، أي حسبنا قلبه غافلين،
قيل: هو أمية بن خلف المخزومي. وقيل: عيينة بن حصن الفزاري. وقيل: عام في جميع الكفار.
قوله تعالى:
صفحه ۱۸۲