{ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم، لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين}
قيل في نزول هذه الآية وافت من بصرى ,وأذرعات :سبع قوافل ليهود بني قريظة والنضير فيها أنواع البز, والطيب، والجوهر, وسائر الأمتعة، فقال المسلمون: لو كانت هذه الأموال لنا لتقوينا بها ولأنفقناها في سبيل الله تعالى فنزلت.
ولها ثمرات:
الأولى: بيان فضل القرآن جملة وتفصيلا، وأنه نعمة تفوق على محاسن الدنيا، وأنه ينبغي اختياره على زخارف الدنيا.
قال الزمخشري: ومنه الحديث: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)) يعني : يستغن به عن غيره، وقد يفسر بأن المراد يحسن صوته بقراءته، وفي حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: ومن أوتي القرآن فرأى أن أحدا أوتي من الدنيا أفضل مما أوتي فقد صغر عظيما وعظم صغيرا.
واختلف المفسرون ما المراد بالسبع؟ فقيل: هي فاتحة الكتاب؛ لأنه يثني بها في الصلاة، وقيل: لأنها نزلت مرتين (1) :.
وقيل: لأنها مقسوم نصفين بين العبد وبين الله.
وقيل: لما تضمنت من الثناء وإلى أنها فاتحة الكتاب: روي ذلك عن علي -عليه السلام-، وعمر ,وابن مسعود، وابن عباس، والحسن، وإبراهيم، وقتادة، وعطاء، ويحيى بن معمر، وروي مرفوعا.
وقيل: السبع الطوال: عن ابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، والضحاك، وروي مرفوعا، وهي البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، واختلف في السابعة فقيل: يونس، وقيل: الأنفال، وبراءة لأنهما كالسورة، ولذلك حذفت البسملة بينهما، فتكون من للبيان على هذين القولين.
صفحه ۱۰۹