============================================================
قسم الدراسة افقد تمكن الشيخ السنوسي، من أن يقدم فكرا أشعريا متأخرا، ناسب الظروف الاجتماعية والحضارية للمنطقة. لكن أهل هذه المنطقة، قبلوا هذا الفكر، وأقبلوا عليه، ورفعوا من شأنه وقيمته. فكانت إسهاماته الفكرية - والعقدية الغزيرة بخاصة- جديرة بالاهتمام، لا لشيء، إلا لكونها استطاعت أن تؤسس مرحلة جديدة، من مراحل تطور المذهب الأشعري، في هذه المنطقة"(1).
وقد ألف من العقائ، التي كثر الإقبال عليها، والعكوف على حفظها(2)، ما جعله يأخذ اصفة الإمام"(3)، من طرف جميع من جاء بعده، وهي صفة، لا يأخذها، في المذهب الأشعري، إلا من وصل مرتبة عالية، في الإطلاع والاجتهاد، داخل المذهب (4)، ولا يبعد، أن يكون ابن عسكر الشفشاوني، اعتبره - لأجل ذلك - مجدد أمر دين الأمة، على رأس المائة التاسعة(5)، وأن يحلى - تبعا لذلك - ب "محيي الدين، وناصر السنة68).
(6) تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي، ص. 13 .
(2) بما نصح به الشيخ القصار علي بن راشد العلمي: ... وطالع كتب الشيخ السنوسي السبعة، حتى تحفظها ... (نشر المثاني، ج و، ص 1233).
(3) من المصادر المغربية، التي وصفت آبا عبد الله النوسيي بهالامام*: "المواهب القدوسية، "ادوحة الناشر، "لقط الفراتده، "درة الحجال"، "اللآل السندسية4، "نيل الابتهاج"، " البستان4،" الروضة المقصودةه، "أزهار البستان"، "رياض الجنة"، إلخ (4) تطور المذهب الأشعرى في الغرب الإسلامي، ص. ا25.
(5) دوحة الناشر، ص ا12. أزهار البستان، ص. 170 . وفي ذلك، إشارة إلى الحديث النبوى: "إن الله تبارك وتعالى، يبعث لهذه الأمة، عند رآس كل مائة سنه، من يجدد لها دينهاه آخرجه آبو داود في "الملاحم من "السنن"، بسند فيه إعضيال، والطبراني، في "الأوسطة، بسند صحيح، كل رجاله ثقات، والحاكم، في "المستدرك"، وصححه. وهو حديث معتمد، لدى أثمة الحديث، كما قرره الخاري (المقاصد الحسنة، الحديث 239).
(6) دوحة الناشر، ص. 63.
صفحه ۲۰