الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد : فهذا ((جزء)) نفيس للحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله , وضعه في ترجمة نجم لأئمة , وإمام دار الهجرة الأمام مالك بن أنس الاصبحي رحمه الله ورضي عنه
وقد طبع هذا الكتاب قديما مع رسالة (( مناقب الامام مالك )) للشيخ ( عيسى بن مسعود الزواوي ) ضمن الجزء الأول من كتاب ((مدونة سحنون)) بالمطبعة الخيرية مصر سنة 1324 ه في (4) مجلدات, ثم صورت هذه الطبعة بدار الفكر بدون تاريخ, وهي النسخة المحققة , وقد ألحقت بآخر الكتب صورة منها
وتلخص عملي المتواضع في ضبط نص المطبوعة , وتقويم أخطائها , وتصحيحها , والتعريف بالأعلام الواردة في الكتاب , وتخريج الأحاديث النبوية , والآثار السلفية قدر المستطاع
والله سبحانه وتعالى المسؤول أن يجعله خالصا لوجهه الكريم , وأن ينفع به قارئه , وسامعه , والناظر فيه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
الحمد لله وكفى, وسلام على عباده الذين اصطفى,
هذا جزء لطيف فيه ترجمة الإمام مالك بن انس - رضي الله عنه -, سميته:
(( تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك ))
صفحه ۱
ذكر نسبه هو إمام الأئمة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحرث بن غيمان (بفتح الغين المعجمة وسكون التحتية) بن خثيل (بضم الخاء المعجمة وفتح المثلثة وسكون التحتية ولام), وقيل: (بالجيم) ابن عمرو بن الحرث, وهو ذو أصبح الذي ينسب إليه السياط الأصبحية, ابن سويد بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب بن كهف بن أظلم بن زيد بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن غريب بن زهير بن أنس بن هميسع بن حمير الأكبر بن سبأ الأكبر,واسمه عبد شمس, وإنما سمي سبأ لأنه أول من سبى وغزا القبائل, بن يعرب, وإنما سمي يعرب لأنه أول من أقام اللسان العربي, ابن يشجب بن قحطان .
قال الزبير بن بكار: وزعم نساب أهل اليمن أن قحطان هو يظعن بن عامر وهو هود النبي - صلى الله عليه وسلم - بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح, وتزعم نساب أهل الحجاز أن قحطان بن الهميسع بن تيم بن قيس بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل - عليه السلام -
قال: [ ونسب ] (1) مالك بن أنس من العرب [ صليبة ] (2), وحلفه في قريش في بني تيم بن مرة
وقال الزبير:عداده من بني تيم إلى عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله
- قال ابن سعد في ((الطبقات)) : أنبأنا أبو بكر بن عبد الله بن أويس, أخبرني عم جدي الربيع بن مالك بن أبي عامر وهو عم مالك بن أنس المفتي عن أبيه أنه قال :
صفحه ۲
بينما نحن بطريق مكة في حج أو عمرة تحت [ قفلة, يعني ] (1) شجرة, إذ قال لي عبدالرحمن بن عثمان بن عبيد الله: يا مالك, قلت:ما تشاء ؟ ,قال: هل لك إلى ما دعانا إليه غيرك فأبيناه عليه ؟, قلت: إلى ماذا ؟
قال: إلى أن يكون دمنا دمك, و[ هدمنا هدمك ] (2), فأجبته إلى ذلك, [ فعدادهم ] (3) اليوم في بني تيم لهذا السبب .(4)
أخرجه البخاري في (( تاريخه)) (5) قال: حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو بكر يعني الأويسي يعني ابن بلال عن نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه به ...
صفحه ۳
قال البخاري: وعبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله هو ابن أخي طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي,ونافع بن مالك هو أبو سهيل - وأخرج أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي (1) في كتابه ((مسند حديث الموطأ)) من طريق بكر بن عبد الوهاب قال حدثنا أبو بكر بن أبي أويس, عن سليمان بن بلال, عن الربيع بن مالك, عن أبيه قال:
قال عبد الرحمن بن عثمان التيمي: هل لك أن تغمس يدك معنا فيما نحن فيه ؟, أي في الحلف, فقلت: لا حاجة لي فيه, ونحن قوم من ذي أصبح.
- قال الغافقي: الربيع بن مالك عم مالك بن أنس, لم يرو عنه إلا سليمان بن بلال .
- قال الغافقي أيضا : من طريق أبي مصعب قال: سمعت الداروردي يقول:قال أبوسهيل بن مالك:
نحن قوم من ذي أصبح , ليس لأحد علينا عقد ولا عهد.
- قال الغافقي: وأم الإمام مالك اسمها العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية, وقيل: أمه طليحة مولاة عبيد الله بن معمر , حكاه القاضي عياض في ((المدارك)) قال:
وذكر القاضي أبو بكر بن العلاء القشيري: أن أبا عامر جد أبي مالك من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, وأنه شهد المغازي كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ,خلا بدر ا, وابنه مالك جد مالك من كبار التابعين وعلمائهم, وهو أحد الأربعة الذين حملوا عثمان ليلا إلى قبره, لكن قال مرة: أبو عامر جد مالك الأعلى, اسمه عمر وكان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يلقه, سمع عثمان بن عفان, فهو تابعي مخضرم.
صفحه ۴
قال الحافظ شمس الدين الذهبي في (( تجريده )) (1) : ولم أر أحدا ذكره في الصحابة, ونقل الحافظ ابن حجر في ((الإصابة)) كلام الذهبي ولم يزد عليه.
وقد وقع لنا حديث من رواية مالك عن أبيه عن جده.
- قال الخطيب في ((المتفق والمفترق)) أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الماليني, حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق بمصر, حدثنا أحمد بن حفص بن يزيد المعافري المعروف بابن أبي عمرو, وكان شيخا صالحا, حدثنا محمد بن روح القشيري, وحدثنا يوسف بن هارون الأزدي من أهل الشام, عن مالك بن انس عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب, عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( ثلاث يفرح لهن الجسد فيربو عليهن : الطيب , والثوب اللين , وشرب العسل ))
قال الخطيب: لا اعلم روى عن مالك إلا من هذا الوجه وفيه نظر.
- وأخرجه الخطيب أيضا [ في ] (2) كتاب (( الرواة عن مالك ))قال أخبرنا محمد بن محمد بن احمد بن محمد بن حسان حدثنا سليمان بن احمد الطبراني, حدثنا يحيى بن أيوب العلاف, حدثني محمد بن روح القشيري به...
وقال : لم يروه عن مالك غير يوسف بن هرون, وتفرد به القشيري عنه .
وأخرجه ابن حبان في (( الضعفاء)) (3) , وقال : هذا لم يأت به عن مالك غير يونس, وقد روى عجائب, ولا تحل الرواية عنه .
وأخرجه الدراقطني في (( غرائب مالك)) وقال: هذا لا يصح عن مالك,ويونس ضعيف .
وقد ذكر الخطيب: أن المسمين أنس بن مالك خمسة:
صفحه ۵
الأول: خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - والثاني: أنس بن مالك الكعبي القشيري, صحابي له حديث واحد في ((السنن )) .(1)
والثالث : والد الإمام هذا, وأورد الخطيب له هذا الحديث, وظاهر كلامه أنه لم ير وعنه غيره.
والرابع : أنس بن مالك, شيخ حمصي, ذكره أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في (( تاريخ الحمصيين)), فقال: وأنس بن مالك حدث عنه الحرث بن عبدة, وإبراهيم بن العلاء الزبيري,قال الخطيب: ولا اعلم عمن حدث أنس بن مالك هذا, وما رأيت له ذكرا في كتب أهل العلم سوى ما أوردته.
والخامس : أنس بن مالك أبو القاسم الكوفي, حدث عن عبد الرحمن بن الأسود,وحماد بن أبي سليمان, وعاصم بن بهدلة, وسليمان الأعمش, وغيرهم, وروى عنه أبو داود الطيالسي, وجبارة بن المغلس, وخلاد بن يحيى, وعبد الجبار بن محمد العطاردي, وأحاديثه قليلة .انتهى
ذكر
تبشير النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإمام مالك
- قال الترمذي : حدثنا الحسن بن الصباح البزار, واسحق بن موسى الأنصاري, قالا حدثنا سفيان بن عيينة, عن ابن جريج, عن أبي الزبير, عن أبي صالح, عن أبي هريرة رواية :
صفحه ۶
(( يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة )) (1)
قال الترمذي: هذا حديث حسن, وهو حديث ابن عيينة, وقد روي عن ابن عيينة أنه قال في هذا: [ سئل ] (2)من عالم المدينة ؟ ,فقال: إنه مالك بن أنس, انتهى كلام الترمذي .
صفحه ۷
- وقال ابن حبان في ((صحيحه)) أخبرنا [ الحسين بن ] (3) عبد الله بن يزيد القطان حدثنا اسحق بن موسى الأنصاري قال حدثنا سفيان بن عييينة عن ابن جريج عن أبى الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( يوشك أن يضرب الرجل أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجد عالما أعلم من عالم المدينة )) قال اسحق بن موسى: فبلغني عن ابن جريج: أنه كان يقول :نرى أنه مالك بن انس (1)
- وقال الحافظ أبو محمد بن محمد بن اسحق الحاكم: حدثنا أبو عروبة بن أبي معشر السلمي بحران, أخبرنا احمد بن المبارك الإسماعيلي, حدثنا أبو مسلم المستملي يعني عبد الرحمن بن يونس, حدثنا معن بن عيسى, حدثنا زهير بن محمد أبوا لمنذر, حدثني عبيد الله بن عمر, عن سعيد بن أبي هند, عن أبي موسى الأشعري قال:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( يخرج ناس من االمشرق والمغرب في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة ))
- وقد قلت في معنى الحديث :
قال نبي الهدى حديثا ... من حفه الله بالسكينه
يخرج من شرقها وغرب ... من طالبي الحكمة المبينه
فلا يروا عالما إماما ... أعلم من عالم المدينه
فصل
- ذكره ابن سعد في الطبقة السادسة من تابعي أهل المدينة, وقال : أخبرنا الواقدي , قال سمعت مالك بن أنس يقول:
قد يكون الحمل ثلاث سنين , وقد حمل ببعض الناس ثلاث سنين, يعني نفسه .(2)
- قال: وسمعت غير واحد يقول:
حمل بمالك بن أنس ثلاث سنين .(3)
- قال: وأخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال:
كان مالك بن أنس طويلا, عظيم الهامة, أصلع, أبيض الرأس واللحية, شديد البياض إلى الشقرة, وكان لباسه الثياب العدنية الجياد, وكان يكره حلق الشارب, ويعيبه, ويراه من المثل
- وأخرج الغافقي: عن يحيى بن بكير, قال سمعت مالك بن أنس يقول:
ولدت سنة ثلاث وتسعين
صفحه ۸
- وذكر محمد بن عبد الحكم وغيره: أنه ولد في ربيع الأول سنة أربع وتسعين, وقال أبو مسهر: سبع وتسعي, وقيل: خمس وتسعين, وقيل: ست وتسعين, وقيل: سبع وتسعين - وقال ابن سعد: أخبرنا مطرف بن عبيد الله اليساري, قال حدثنا مالك بن أنس قال:
كنت آتى نافعا مولى ابن عمر نصف النهار, وما يظلني شيء من الشمس, وكان منزله بالبقيع وكان حر, فأتحين خروجه , فأخرج فأدعه ساعة وأريه أني لم أره, ثم أتعرض له فأسلم, ثم أدعه حتى إذا دخل البلاط أقول: قال ابن عمر في كذا وكذا, فيقول : كذا وكذا, فأخنس عنه, وكنت آتي ابن هرمز بكرة فما أخرج من بيته حتى الليل, وكان من الفقهاء .(1)
- وأخرج الغافقي: عن ابن أبي أويس, قال سمعت خالي مالك بن أنس يقول :
إن هذا العلم دين, فانظروا عمن تأخذون دينكم, لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال فلان, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند هذه الأساطين فما أخذت عنهم شيئا, وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أمينا, لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن, وقدم علينا ابن شهاب الزهري فنزدحم على بابه . (2)
فصل
- أخرج أبو نعيم في ((الحلية)), والخطيب في ((رواة مالك)) عن خلف بن عمر قال:
صفحه ۹
سمعت مالك بن أنس يقول : ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني, هل يراني موضعا لذلك ؟, سألت ربيعة, وسألت يحيى بن سعيد, فأمراني بذلك,فقلت له: يا أبا عبد الله فلو نهوك, قال: كنت أنتهي, لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه
قال [ خلف ] : ودخلت على مالك فقال لي: انظر ما ترى تحت مصلاي, فنظرت فإذا أنا بكتاب قال: اقرأه, فإذا فيه رؤيا رآها بعض إخوانه, فقال: رأيت النبي- صلى الله عليه وسلم - في المنام في مسجده قد اجتمع الناس عليه, فقال لهم : إني قد خبأت لكم [ تحت منبري ] طيبا [ أو ] علما, وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس, فانصرف الناس وهم يقولون: إذن ينفد مالك ما أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ثم بكى فقمت عنه. (1)
- وأخرج أبو نعيم : عن أبي مصعب قال سمعت مالكا يقول :
ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك. (2)
- وأخرج أبو نعيم: عن [ إسماعيل ] (3) بن مزاحم المروزي, وكان من أصحاب ابن المبارك من العباد, قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت: يا رسول الله من نسأل بعدك ؟ قال: مالك بن أنس
- وأخرج: عن مطرف [ أبو مصعب ] قال حدثني رجل (4) قال:
رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد قاعدا,والناس حوله,ومالك قائم بين يديه,[ وبين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسك ], وهو يأخذ منه قبضة قبضة,يدفعها إلى مالك, ومالك [ ينثرها ] (5) على الناس
[ قال مطرف ] : فأولت ذلك العلم واتباع السنة.
صفحه ۱۰
- وأخرج الخطيب: عن إبراهيم بن مهدي قال: سمعت مالكا يقول:
لو أعلم أن قلبي يصلح للجلوس على كناسة, لذهبت حتى أجلس عليها . (1)
- وأخرج أبو نعيم: عن محمد بن رمح التجيبي قال:
رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرى النائم, فقلت: يا رسول الله , قد اختلف علينا في مالك والليث, فأيهما أعلم ؟, قال: مالك ورث حدي , معناه أي علمي. (2)
- وأخرج : عن يونس بن عبد الأعلى قال: قال الشافعي:
إذا جاء الأثر [ كان ] مالك كالنجم. (3)
- وقال: مالك وابن عيينة القرينان, لولاهما لذهب علم الحجاز. (4)
- وأخرج: عن نعيم بن حماد قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول:
ما بقي على وجه الأرض أحد آمن على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مالك بن أنس. (5)
- وأخرج الغافقي: عن علي بن المديني قال: قال سفيان بن عيينة :
صفحه ۱۱
رحم الله مالكا, ما كان أشد انتقاد مالك للرجال. (6) - وأخرج الغافقي: عن يحيى بن معين قال: قال سفيان بن عيينة :
من نحن عند مالك, إنما كنا نتبع آثار مالك , وننظر الشيخ إن كان كتب عنه مالك كتبنا عنه الأثر , وإلا تركناه. (1)
- وأخرج : عن الربيع قال: سمعت الشافعي يقول:
إذا جاءك الحديث عن مالك فشد يدك به. (2)
- قال: وكان مالك إذا شك في بعض الحديث طرحه كله. (3)
- وأخرج : عن عبد الرحمن بن مهدي قال:
ما أدركت أحدا إلا وهو يخاف هذا الحديث, إلا مالك بن أنس وحماد بن سلمة, فإنهما كانا يجعلانه من أعمال البر. (4)
- وأخرج البخاري في ((تاريخه)) عن ابن المديني عن سفيان قال:
مالك إمام. (5)
- وأخرج عن يحيى بن [ سعيد ] (6) القطان قال:
مالك أمير المؤمنين في الحديث .(7)
- وأخرج الغافقي وابن عبد البر في ((التمهيد)) : عن ابن وهب قال:
لولا مالك لضللنا.(8)
- وأخرج الغافقي : عن ابن لهيعة قال : قدم علينا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود [ يتيم ] عروة [بن] الزبير- سنة إحدى وثلاثين ومائة , فقلت له:
صفحه ۱۲
من للرأي بعد ربيعة في الحجاز ؟ , فقال: الغلام الأصبحي. (1)
- وأخرج : عن أيوب بن سويد قال حدثني من يصدق عن ربيعة :
أنه كان إذا رأى مالك بن أنس يقول: قد جاء العاقل .(2)
- وأخرج أبو نعيم : عن نعيم بن حماد قال سمعت ابن [ مهدي ] (3) يقول:
ما أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا. (4)
- وأخرج : الغافقي: عن أبي قلابة قال:
كان مالك أحفظ أهل زمانه.
- وأخرج : عن ابن مهدي قال:
ما رأيت أعقل من مالك .
- وأخرج : عن ابن معين: أنه قيل له :
صفحه ۱۳
أرأيت حديث مالك (( اللقاح واحد)) (1) , ليس يرويه أحد غيره ؟ ,قال: دع مالكا, مالك أمير المؤمنين في الحديث, وقد رواه ابن جريج .(2)
- وأخرج : عن ابن معين: أنه قيل له :
الليث أرفع أو مالك ؟ فقال: مالك, قيل: أليس مالك أعلم أصحاب الزهري ؟, قال: بلى,قيل : فعبيد الله نافع أثبت أو مالك ؟ , قال: مالك, ثم قال : مالك أثبت الناس . (3)
- وأخرج : عن ابن مهدي:
أن رجلا قال له : بلغني أنك قلت: مالك أفقه من أبى حنيفة, فقال: ما قلت هذا, ولكني أقول: كان أعلم من أستاذ أبي حنيفة, يعني حمادا . (4)
- وأخرج : عن عبد السلام بن عاصم,قال:
صفحه ۱۴
قلت لأحمد بن حنبل: الرجل يريد حفظ الحديث, فحديث من يحفظ ؟, قال: حديث مالك بن أنس. (5) - وأخرج : عن هارون بن الأيلي, قال: سمعت الشافعي يقول :
العلم يعني الحديث , يدور على ثلاثة, مالك بن أنس, وسفيان الثوري, وسفيان بن عيينة, والليث بن سعد. (1)
- وأخرج أبو نعيم في ((الحلية)) : عن شعبة قال :
أتيت المدينة بعد موت نافع بسنة فإذا الحلقة لمالك بن أنس . (2)
- وأخرج ابن عبد البر: عن حماد بن زيد قال: سمعت أيوب يقول:
لقد كان لملك حلقة في زمان نافع .(3)
- وأخرج أبو نعيم : عن عبد الرحمن بن القاسم قال:
إنما أقتدي في ديني برجلين, مالك بن أنس في علمه, وسليمان بن القاسم في ورعه . (4)
- أخرج أبو نعيم : عن الشافعي قال:
قال لي محمد بن الحسن: صاحبنا أعلم أم صاحبكم ؟ , يعني مالكا, قلت : تريد [ المكابرة ] (5) أو الإنصاف ؟, قال: بل الإنصاف, قلت: فما الحجة عندكم ؟ , قال: الكتاب والسنة والإجماع والقياس,قال: قلت: أنشدك الله أصاحبنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم ؟, قال:[ أنشدتني بالله ] فصاحبكم, قلت: فصاحبنا أعلم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم صاحبكم ؟, قال: صاحبكم, قلت: فصاحبنا أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحبنكم ؟ [ قال: ف] قال: صاحبكم, قلت: فبقي [ شيء غير ] القياس ؟, قال: لا, قلت: [ فنحن ] ندعي القياس أكثر مما تدعون أنتم وإنما [ القياس ] على الأصول يعرف القياس,[ قال: ويريد بصاحبه مالك بن أنس رحمه الله ] .(6)
- وأخرج : عن عبد الرحمن بن مهدي قال:
صفحه ۱۵
سفيان الثوري إمام في الحديث, وليس بإمام في السنة , والأوزاعي إمام في السنة , وليس بإمام في الحديث , ومالك إمام فيهما جميعا. (1)
- سئل ابن الصلاح في ((فتاويه)) عن معنى هذا الكلام, فقال:
السنة ههنا ضد البدعة , فقد يكون الإنسان عالما بالحديث ولا يكون عالما بالسنة .(2)
- وقال البخاري, عن ابن المديني:
لمالك نحو ألف حديث .
- وقال محمد بن إسحاق الثقفي السراج:
سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن أصح الأسانيد ؟ , فقال : مالك عن نافع عن ابن عمر.
- وقال حسين بن عروة عن مالك :
قدم علينا الزهري, فأتيناه ومعه ربيعة, فحدثنا نيفا وأربعين حديثا, قال: أتيناه الغد فقال: انظروا كتابا حتى أحدثكم منه, أرأيتم ما حدثكم به أمس أي شيء في أيديكم منه ؟ , فقال له ربيعة: ههنا من يرد عليك ما حدثت به أمس,قال: ومن هو ؟ ,قال: ابن أبي عامر, قال:هات, فحدثته بأربعين حديثا منها, فقال الزهري: ما كننت أقول بقي أحد يحفظ هذا غيري. (3)
- وقال حرب بن إسماعيل :
قلت لأحمد بن حنبل: مالك أحسن حديثا عن الزهري , أو سفيان بن عيينة ؟, قال: مالك أصح حديثا, قلت : فمعمر؟ فقدم مالكا, إلا أن معمر أكثر حديثا عن الزهري .(4)
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل:
صفحه ۱۶
قلت لأبي: من أثبت أصحاب الزهري ؟, قال : مالك أثبت في كل شيء.
- أحمد بن صالح المصري, عن يحيى بن حسان:
كنا عند وهيب, فذكر حديثا عن ابن جريج ومالك عن عبد الرحمن بن القاسم, فقلت لصاحب لي: اكتب ابن جريج, ودع مالكا, وإنما قلت ذلك لأن مالكا كان يومئد حيا, فسمعها وهيب فقال: دع مالكا, ما بين شرقها وغربها أحد آمن عندنا على ذلك من مالك , وللعرض على مالك أحب إلي من السماع من غيره .(1)
- وأخرج ابن عبد البر : عن عبد الرحمن بن مهدي قال:أخبرني وهيب بن خالد - وكان من أبصر الناس بالحديث والرجال-:
أنه قدم المدينة , قال: فلم أر أحدا إلا تعرف منه وتنكر , إلا مالكا, ويحيى بن سعيد .(2)
- وقال ابن معين :
كان مالك من حجج الله على خلقه . (3)
- وقال سفيان بن عيينة :
كان مالك لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا, ولا يحدث إلا عن ثقات الناس, وما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موت مالك.(4)
- وقال [ أبو المعالي ] (5) بن ذي رافع المديني في مالك :
ألا إن فقد العلم في فقد مالك ... فلازال فينا صالح الحال مالك
فلولاه ما قامت حدود كثيرة ... ولولاه لانسدت علينا المسالك
صفحه ۱۷
عشونا عليه نبتغي ضوء رأيه ... وقد لزم [ العي ] (6) اللجوج المماحك فجاء برأي مثله يقتدي به ... كنظم [ جمان ] زينته السبائك (1)
- وأخرج ابن عبد البر: عن يونس بن عبد الأعلى, قال: سمعت الشافعي يقول:
إذا ذكر العلماء فمالك النجم , وما أحد أمن علي في علم الله من مالك بن أنس .(2)
فصل
في جمل من أخباره
- أخرج الخطيب : عن إبراهيم المزني قال :
حججت سنة فأتيت المدينة, فحدثني إسماعيل بن جعفر الخياط قال: نزلت بي مسألة, فأتيت مالكا فسألته, فقال: انصرف حتى أنظر في مسألتك, فانصرفت وأنا متهاون بعلمه, وقلت: هذا الذي تضرب إليه المطي لم يحسن مسألتي, فأتاني آت في منامي , فقال: أنت المتهاون بعلم مالك, أما إنه لو نزل بمالك أدق من الشعر, وأصلب من الصخر لقوي عليه, باستعانته عليه بما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. (3)
- وأخرج الخطيب: عن أسد بن الفرات قال:
صفحه ۱۸
كنت أنا وصاحب لي يلزم مالكا, فلما أردنا الخروج إلى العراق أتيناه مودعين له, فقلنا له: أوصنا, فالتفت إلى صاحبي فقال: أوصيك بالقرآن خيرا, والتفت إلي وقال: أوصيك بهذه الأمة خيرا, قال أسد: فما مات صاحبي حتى أقبل على القراءة والصلاة, وولي أسد القضاء. (1)
- وأخرج : عن نجيد الترمذي قال:
كنت عند مالك, وعنده محمد والمأمون يسمعان منه الحديث, فلما فرغا قال أحدهما, إما المأمون وإما محمد: يا أبا عبد الله, أتأمرني أن أكتبه بماء الذهب ؟, قال: لا تكتبه بماء الذهب , ولكن اعمل بما فيه.
- وأخرج : عن حسين بن عروة عن مالك قال:
جاءني الربيع بألف دينار في كيس مختومة,ثم عاد إلي, فقال: إن أمير المؤمنين يحب أن تعادله, تصحبه إلى مدينة السلام, فقال: أما الكيس على حاله, لم أحركه, وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
صفحه ۱۹
(( والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)) (1) , فأعفوه .(2)
- وأخرج الخطيب وابن عبد البر: عن الهيثم بن جميل قال:
شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة, فقال في اثنين وثلاثين منها: لا أدري . (3)
- وأخرج أبو نعيم في ((الحلية)), والخطيب : عن المثنى بن سعد القصير قال: سمعت مالكا يقول :
ما بت ليلة إلا ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .(4)
- وأخرج ابن سعد : عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال :
كان مالك يعمل في نفسه ما لا يلزمه الناس, وكان يقول :لا يكون العالم عالما حتى يعمل في نفسه بما لا يفتي به الناس, يحتاط لنفسه ما لو تركه لم يكن عليه فيه إثم .(5)
- وقال ابن سعد : أخبرنا الواقدي قال : قال :
صفحه ۲۰