87

Tazkiyat an-Nafs

تزكية النفوس

ناشر

دار العقيدة للتراث

محل انتشار

الإسكندرية

ژانرها

وقد وقف الله سبحانه كثيرًا من الجزاء على المشيئة. كقوله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء﴾ (التوبة: من الآية ٢٨) وقال فى المغفرة: ﴿وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء﴾ (المائدة: من الآية ٤٠) وقال فى التوبة: ﴿وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَن يَشَاء﴾ (التوبة: من الآية ١٥) وأطلق جزاء الشكر إطلاقًا حيث ذكره كقوله تبارك وتعـ، الى: ﴿وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ِ﴾ (آل عمران: من الآية ١٤٥) ولما عرف عدو الله إبليس قدر مقام الشكر، وأنه من أجل المقامات وأعلاها، يجعل غايته أن يسعى فى قطع الناس عنه، فقال: ﴿ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ (الأعراف: من الآية ١٧) ووصف سبحانه الشاكرين بأنهم قليل من عباده فقال تعالى: ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (سبأ: من الآية ١٣) وثبت فى الصحيحين عن النبى ﷺ: أنه قام حتى تفطرت قدماه فقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: " أفلا أكون عبدًا شكورًا " (١). وعنه ﷺ قال: " ان الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها " (٢). فكان هذا الجزاء العظيم الذى هو أكبر أنواع الجزاء كما قال تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ﴾ (التوبة: من الآية ٧٢).

(١) رواه البخارى (٣/ ٤١) التهجد. ومسلم (١٧/ ١٦٢) صفات المنافقين، والترمذى (٢/ ٢٠٤، ٢٠٥)، والنسائى (٣/ ٢١٩) قيام الليل. (٢) رواه مسلم (١٧/ ٥١) الذكر والدعاء، والترمذى (٨/ ٩) الأطعمة.

1 / 89