، وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
" كيف أنتم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ. فكأن ذلك ثقل عليهم، فقالوا: كيف نفعل يا رسول الله؟ وكيف نقول؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، وعلى الله توكلنا "
ثم رأيت ما قلته سابقا قول الحسن ومقاتل وأبى عبيدة { وهو الحكيم } صاحب الحكمة فى خلقه المصيب فى أفعاله { الخبير } العالم بباطن الأشياء كظاهرها، فهذا جامع لما تقدم وهو كفذلكة الحساب لما قبلها، ولما أنكر على قريش عبادة مالا يضر ولا ينفع احتج عليهم بأن إبراهيم عليه السلام الذى هو أبوكم وتدعون أنكم على ملته لا يعبد إلا الله ولا يعرف سواه، فقال:
{ وإذ } مفعول لا ذكر محذوفا معطوفا على قل، أى قل لهم أندعو، اذكر إذ { قال إبراهيم لأبيه آزر } تارخ بالخاء المعجمة فى التوراة كما فى تاريخ البخارى الذى ألفه فى المدينة إلى ضوء القمر، وبالمهملة عند بعض، وقيل تيرح، آزر اسم، وتارخ بالمعجمة لقب، أو بالعكس، والأول أولى لما روى أنه كان يعبد صنما اسمه آزر فسمى به، كقوله تعالى:
يوم ندعو كل أناس بإمامهم
[الإسراء: 71]، وقدر بعض لأبيه عابد آزر، وقيل: آزر صنم مفعول لمحذوف، أى أتعبد آزر، وقرره بقوله بعد ذلك { أتتخذ أصناما } إلخ، وأبو إبراهيم سمى ذلك الصنم آزر، ويقال: إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ ابن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن فينان بن أدفخشد بن سام ابن نوح، وقيل: اسمه تارخ، ولما كان مع نمرود قيما على خزائن آلهته سماه آزر، والقيم على الخزانة يقال له فى لغتهم آزر، وهو كوثى بضم الكاف، قرية فى سواد الكوفة، وآزر عطف بيان أو بدل، أو نصب على الذم، ومنع الصرف للعلمية والعجمة، ووزنه أفعل أو فاعل بفتح العين، أو هو من الأزر أو الوزر، فمنع للعلمية ووزنه الفعل، وهو أفعل، أو أصله المخطئ أو المعوج أو الهرم، وجعل علما وليس نعتا فمنع أيضا للعلمية ووزن الفعل وهو أفعل { أتتخذ أصناما آلهة } توبيخ على عبادة الأصنام وإنكار للياقتها، وكان من كنعان وهم معتقدون لإلهية النجوم فى السماء، وإلهية الأصنام فى الأرض يجعلون للنجوم صنما يعبدونه فيشفع لهم إلى النجم فيقضى لهم، وجميع أجداد النبى صلى الله عليه وسلم، منزهون عن عبادة الأصنام، ومن عبدها منهم عبدها بعد أن خرج صلى الله عليه وسلم منه، فلا حاجة إلى دعوى أن آزر جده ولو كان الجد أبا، ولا إلى دعوى أن آزر عمه والعم يسمى أبا كما فى الحديث، وأن أباه مؤمن، وجاء أن العم أب فى قوله تعالى
أم كنتم شهداء إذا حضر يعقوب الموت
[البقرة: 133] إلى أن قال
وإسماعيل
[البقرة: 133] وهو عمه لا أبوه ولا جده ومع ذلك أدخله فى الآباء، قال محمد بن كعب: الخال والد والعم والد، وتلا هذه الآية، قال صلى الله عليه وسلم فى العباس:
صفحه نامشخص