265

تيسیر بی شرح الجامع الصغیر

التيسير بشرح الجامع الصغير

ناشر

مكتبة الإمام الشافعي

ویراست

الثالثة

سال انتشار

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

محل انتشار

الرياض

اللَّيْل قبل عمل النَّهَار) أَي قبل الْإِتْيَان بِعَمَل النَّهَار الَّذِي بعده (وَعمل النَّهَار قبل عمل اللَّيْل) الَّذِي بعده أَي ترفع الْمَلَائِكَة إِلَيْهِ عمل اللَّيْل بعد انقضائه فِي أول النَّهَار وَعمل النَّهَار بعد انقضائه فِي أول اللَّيْل وَذَلِكَ غَايَة فِي سرعَة العروج وَلَا تعَارض بَينه وَبَين مَا يَأْتِي أَن الْأَعْمَال تعرض يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس لأنّ هَذَا عرض خَاص كَمَا فِي خبر أنّ الله تكفل برزق طَالب الْعلم فَهُوَ تكفل خَاص وَإِلَّا فالباري متكفل بأرزاق جَمِيع الْخَلَائق وَمَا من دَابَّة فِي الأَرْض إِلَّا على الله رزقها وَوجه الْجمع بَين الحَدِيث أَن الْأَعْمَال تعرض كل يَوْم فَإِذا كَانَ الْخَمِيس عرضت عرضا آخر فيطرح مِنْهَا مَا لَيْسَ فِيهِ ثَوَاب وَلَا عِقَاب نَحْو كل اشرب كَمَا نقل عَن الضَّحَّاك وَغَيره وَيثبت مَا فِيهِ ثَوَاب أَو عِقَاب (حجابه النُّور) تحيرت البصائر دون أنوار عَظمته وكبريائه وأشعة عزه وسلطانه (لَو كشفه) بتذكير الضَّمِير أَي النُّور (لأحرقت سبحات) بِضَمَّتَيْنِ جمع سبْحَة وَهِي العظمة (وَجهه) أَي ذَاته وَهِي الْأَنْوَار الَّتِي إِذا رَآهَا الْمَلَائِكَة سبحوا لما يروعهم من الْجلَال وَالْعَظَمَة (مَا انْتهى إِلَيْهِ) أَي إِلَى وَجهه (بَصَره) الضَّمِير عَائِد إِلَى مَا و(من خلقه) بَيَان لَهُ وَأَرَادَ بِمَا انْتهى إِلَيْهِ جَمِيع الْمَخْلُوقَات من سَائِر العوالم العلوية والسفلية لأنّ بَصَره تَعَالَى مُحِيط بِالْكُلِّ يَعْنِي لَو كشف الْحجاب عَن ذَاته لاضمحلت جَمِيع مخلوقاته وَذَا تقريب للأفهام لأنّ كَون الشَّيْء ذَا حجاب من أَوْصَاف الْأَجْسَام وَالْحق منزه عَن ذَلِك (م هـ عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ واسْمه عبد الله بن قيس
(أنّ الله تَعَالَى لَا ينظر إِلَى صوركُمْ) أَي لَا يجازيكم على ظَاهرهَا (و) لَا إِلَى (أَمْوَالكُم) الخالية عَن الْخيرَات أَي لَا يثيبكم عَلَيْهَا (وَلَكِن) إِنَّمَا (ينظر إِلَى قُلُوبكُمْ) أَي إِلَى طَهَارَة قُلُوبكُمْ الَّتِي هِيَ مَحل التَّقْوَى وأوعية الْجَوَاهِر وكنز المعارف (وَأَعْمَالكُمْ) فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه فليعمل عملا صَالحا فَمَعْنَى النّظر الِاخْتِيَار وَالرَّحْمَة والعطف لأنّ النّظر فِي الشَّاهِد دَلِيل الْمحبَّة وَتَركه دَلِيل البغض (م هـ عَن أبي هُرَيْرَة
أنّ الله لَا ينظر) نظر لطف وعناية (إِلَى من يجرّ إزَاره) أَي يسبله إِلَى تَحت كعبيه (بطرا) أَي للكبر فَهُوَ حرَام للتوعد عَلَيْهِ وَأفهم انّ جَرّه إِذا لم يكن بطرا لَا يحرم بل يكره وَمثل الْإِزَار نَحْو قَمِيص وجبة وَسَرَاويل بل وعمامة (م عَن أبي هُرَيْرَة
أنّ الله تَعَالَى لَا ينظر إِلَى مُسبل إزَاره) إِلَى أَسْفَل الْكَعْبَيْنِ أَي بطرا كَمَا قيد بِهِ الرِّوَايَة الاولى (حم ت عَن ابْن عَبَّاس
أَن الله تَعَالَى لَا ينظر إِلَى من يخضب) أَي يُغير لون شعره (بِالسَّوَادِ يَوْم الْقِيَامَة) فَإِنَّهُ حرَام أَي لغير الْجِهَاد أمّا بِغَيْر سَواد كصفرة فَجَائِز (ابْن سعد عَن عَامر مُرْسلا) لَعَلَّ مُرَاده الشّعبِيّ
(أنّ الله لَا يهتك) لَا يرفع (ستر عبد فِيهِ مِثْقَال ذرة من خير) بل يتفضل عَلَيْهِ بستر عيوبه فِي هَذِه الدَّار وَمن ستره فِيهَا لم يَفْضَحهُ يَوْم الْقَرار (عد عَن أنس) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(أَن الله تَعَالَى لَا يُؤَاخذ المزاح) أَي الْكثير المزح الملاطف بالْقَوْل وَالْفِعْل (الصَّادِق فِي مزاحه) أَي الَّذِي لَا يشوب مزاحه بكذب أَو فحش بل يُخرجهُ على ضرب من التورية كَقَوْل الْمُصْطَفى لَا يدْخل الْجنَّة عَجُوز (ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة) وَرَوَاهُ عَنْهَا الديلمي أَيْضا وَإِسْنَاده ضَعِيف
(أَن الله تَعَالَى يُؤَيّد هَذَا الدّين) دين الْإِسْلَام (بِأَقْوَام لَا خلاق لَهُم) لَا أَوْصَاف حميدة يلتبسون بهَا (ن حب عَن أنس) بن مَالك (حم طب عَن أبي بكرَة) بِفَتْح الْكَاف بِإِسْنَاد جيد
(أَن الله تَعَالَى يباهي مَلَائكَته بالطائفتين) بِالْكَعْبَةِ أَي يظْهر لَهُم فَضلهمْ ويعرفهم أَنهم من أهل الحظوة عِنْده (حل هَب عَن عَائِشَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(أَن الله تَعَالَى يباهي مَلَائكَته

1 / 266