تيسیر بی شرح الجامع الصغیر
التيسير بشرح الجامع الصغير
ناشر
مكتبة الإمام الشافعي
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
محل انتشار
الرياض
وينفذه بقاله وحاله وَيُحَاسب نَفسه وَالنَّاس على الذرّة والخردلة فِي السِّرّ والعلن فَكَأَنَّهُ خلق عز الْإِسْلَام إِجَابَة لدَعْوَة الْمُصْطَفى روى أَنه كَانَ بَين مُسلم ومنافق قَضِيَّة فَقضى الْمُصْطَفى للْمُسلمِ فَأبى الْمُنَافِق وَقَالَ ادفعنا لأبي بكر فَقَالَ مَا كنت لأقضي بَين من رغب عَن قَضَاء الْمُصْطَفى فَأتيَا عمر فَقَالَ لَا تعجل حَتَّى أخرج فَدخل فَاشْتَمَلَ على سَيْفه وَخرج فَحمل على الْمُنَافِق حَتَّى بلغ كبده وَقَالَ هَكَذَا أَقْْضِي (حم ت عَن ابْن عمر) قَالَ ت حسن صَحِيح (حم د ك عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ (ع ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك على شَرط مُسلم وأقروه (طب عَن بِلَال) الْمُؤَذّن (وَعَن مُعَاوِيَة) بِإِسْنَاد فِيهِ ضعفاء ومختلط
(إنّ الله جعل) وَفِي رِوَايَة ضرب (مَا يخرج من ابْن آدم) من الْبَوْل وَالْغَائِط (مثلا للدنيا) لخستها وحقارتها فالمطعم وَإِن تكلّف الْإِنْسَان التنوّق فِي صَنعته وتطييبه وتحسينه يعود إِلَى حَال يستقذر فَكَذَا الدُّنْيَا المحروص على عمارتها ونظم أَسبَابهَا ترجع إِلَى خراب وإدبار (حم طب هَب عَن الضَّحَّاك بن سُفْيَان) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح غير عليّ بن جدعَان وَقد وثق
(إنّ الله جعل الدُّنْيَا كلهَا قَلِيلا وَمَا بَقِي مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيل كالثغب) بِفَتْح الْمُثَلَّثَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة الغدير الْقَلِيل المَاء (شرب صَفوه وَبَقِي كدره) يَعْنِي الدُّنْيَا كحوض كَبِير ملئ مَاء وَجعل موردا فَجعل الْحَوْض ينقص على كَثْرَة الْوَارِد حَتَّى لم يبْق مِنْهُ إِلَّا وشل كدر بَالَتْ فِيهِ الدَّوَابّ وخاضت الْأَنْعَام فاعتبروا يَا أولي الْأَبْصَار (ك عَن ابْن مَسْعُود) وَقَالَ صَحِيح وأقروه
(إنّ الله جعل هَذَا الشّعْر) أَي الْأَشْعَار وَهِي أَن يشق أحد جَانِبي سَنَام الْبَعِير حَتَّى يسيل دَمه ليعرف أَنه هدي (نسكا) من مَنَاسِك الْحَج (وسيجعله الظَّالِمُونَ نكالا) ينكلون بِهِ الْأَنْعَام بل الْأَنَام فَفعله لغير ذَلِك حرَام (ابْن عَسَاكِر عَن عمر بن عبد الْعَزِيز) الإِمَام الْعَادِل (بلاغا) أَي قَالَ بلغنَا عَن رَسُول الله
(إِن الله جعل لكل نَبِي شَهْوَة) أَي شيأ يشتهيه (وَإِن شهوتي فِي قيام هَذَا اللَّيْل) أَي الصَّلَاة فِيهِ وَهُوَ التَّهَجُّد (إِذا قُمْت) إِلَى الصَّلَاة (فَلَا يصلين أحد خَلْفي) فَإِن التَّهَجُّد وَاجِب عليّ دونكم وَهَذَا كَانَ أوّلا ثمَّ نسخ (وَإِن الله جعل لكل نَبِي (من الْأَنْبِيَاء طعمة) بِالضَّمِّ أَي رزقا (وَإِن طمعتي) جعلهَا الله (هَذَا الْخمس) من الْفَيْء وَالْغنيمَة (فَإِذا قبضت) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي قبضني الله أَي أماتني (فَهُوَ) أَي الْخمس (لولاة الْأَمر من بعدِي) أَي الْخُلَفَاء على مَا مرّ (طب عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد فِيهِ مقَال
(إنّ الله جعل للمعروف) اسْم جَامع لكل مَا عرف من الطَّاعَة وَندب من الْإِحْسَان (وُجُوهًا) أَي طرقا (من خلقه) أَي الْآدَمِيّين (حبب إِلَيْهِم الْمَعْرُوف) أَي نَفسه (وحبب إِلَيْهِم فعاله) أَي فعلهم لَهُ مَعَ غَيرهم (وَوجه) بِالتَّشْدِيدِ (طلاب) جمع طَالب (الْمَعْرُوف إِلَيْهِم) أَي إِلَى قصدهم وسؤالهم (وَيسر عَلَيْهِم إعطاءه) سهله عَلَيْهِم وهيأ لَهُم أَسبَابه (كَمَا يسر الْغَيْث إِلَى الأَرْض الجدبة ليحييها) بِهِ فَيخرج نباتها (وَيحيى بِهِ) أَي النَّبَات (أَهلهَا) سكانها (وأنّ الله جعل للمعروف) بالتفسير الْمَار (أَعدَاء من خلقه) فهم بالمرصاد لمَنعه (بغض إِلَيْهِم الْمَعْرُوف وبغض إِلَيْهِم فعاله وخطر عَلَيْهِم إعطاءه) أَي كف يدهم عَنهُ وعسر عَلَيْهِم أَسبَابه (كَمَا يخْطر الْغَيْث عَن الأَرْض الجدبة ليهلكها وَيهْلك بهَا أَهلهَا) بِالْقَحْطِ (وَمَا يعْفُو) الله (أَكثر) أَي أنّ الجدب يكون بِسَبَب عَمَلهم الْقَبِيح ونيتهم الرَّديئَة وَمَعَ ذَلِك فَالَّذِي يغفره الله لَهُم أعظم مِمَّا يؤاخذهم بِهِ وَلَو يُؤَاخذ الله النَّاس بِمَا كسبوا مَا ترك على ظهرهَا من دَابَّة (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي قَضَاء الْحَوَائِج عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ بِإِسْنَاد
1 / 249