تيسیر بی شرح الجامع الصغیر
التيسير بشرح الجامع الصغير
ناشر
مكتبة الإمام الشافعي
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
محل انتشار
الرياض
تصحيحها فِي ذَلِك الْمَطْلُوب (وَلم تبلغه مسئلتي) إياك (من) كل (خير وعدته أحدا من خلقك أَو خير أَنْت معطيه أحدا من عِبَادك) أَي من غير سَابِقَة وعدله بِخُصُوصِهِ فَلَا يعدّ مَعَ مَا قبله تَكْرَارا (فَإِنِّي أَرغب) أطلب مِنْك بجدّ واجتهاد (إِلَيْك فِيهِ) أَي فِي حُصُوله مِنْك لي (وَأَسْأَلك) زِيَادَة على ذَلِك (من رحمتك) الَّتِي لَا نِهَايَة لسعتها (يَا ربّ الْعَالمين) الْخلق كلهم وَذكره تتميما لكَمَال الاستعطاف (اللَّهُمَّ يَا ذَا الْحَبل) بموحدة (الشَّديد) الْقُرْآن أَو الدّين وَصفه بالشدّة لِأَنَّهَا من صِفَات الحبال والشدّة فِي الدّين الثَّبَات والاستقامة وروى بمثناة تحتية وَهُوَ القوّة (وَالْأَمر الرشيد) السديد الْمُوَافق لغاية الصَّوَاب (أَسأَلك الْأَمْن) من الْفَزع والأهوال (يَوْم الْوَعيد) أَي يَوْم التهديد وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة (وَالْجنَّة يَوْم الخلود) أَي خُلُود أهل الْجنَّة فِي الْجنَّة وَأهل النَّار فِي النَّار (مَعَ المقرّبين) إِلَى الحضرات القدسية (الشُّهُود) الناظرين إِلَى رَبهم (الركع السُّجُود) المكثرين للصَّلَاة ذَات الرُّكُوع وَالسُّجُود فِي الدُّنْيَا (الْمُوفينَ بالعهود) بِمَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ (إِنَّك رَحِيم) مَوْصُوف بِكَمَال الْإِحْسَان بدقائق النعم (ودود) شَدِيد الْحبّ لمن والاك (وَإنَّك تفعل مَا تُرِيدُ) فتعطي من تشَاء مسؤله وَإِن عظم (اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هادين) دالين لِلْخلقِ على مَا يوصلهم إِلَى الْحق (مهديين) إِلَى إِصَابَة الصَّوَاب قولا وَعَملا (غير ضَالِّينَ) عَن الْحق (وَلَا مضلين) لأحد من الْخلق (سلما) بِكَسْر فَسُكُون صلحا (لأوليائك) حزبك (وعدوا لأعدائك) مِمَّن اتخذ لَك شَرِيكا أَو ندا (نحب بحبك) أَي بِسَبَب حبنا لَك (من أحبك) حبا خَالِصا (ونعادي بعداوتك) أَي بِسَبَب عداوتك (من خالفك) أَي خَالف أَمرك (اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاء) أَي مَا أمكننا مِنْهُ قد أَتَيْنَا بِهِ وَلم نأل جهدا وَهُوَ مقدورنا (وَعَلَيْك الْإِجَابَة) فضلا مِنْك لَا وجوبا (وَهَذَا الْجهد) بِالضَّمِّ وتفتح الوسع والطاقة (وَعَلَيْك التكلان) بِالضَّمِّ الِاعْتِمَاد (اللَّهُمَّ اجْعَل لي نورا فِي قلبِي) أَي عَظِيما فالتنوين للتعظيم (ونورا فِي قَبْرِي) أستضيء بِهِ فِي ظلمَة اللَّحْد (ونورا بَين يَدي) أَي يسْعَى أَمَامِي (ونورا من خَلْفي) أَي من ورائي ليتبعني أتباعي ويقتدي بِي أشياعي (ونورا عَن يَمِيني ونورا عَن شمَالي ونورا من فَوقِي ونورا من تحتي) يَعْنِي اجْعَل النُّور يحفني من جَمِيع الْجِهَات السِّت (ونورا فِي سَمْعِي ونورا فِي بَصرِي) وَبِزِيَادَة ذَلِك تزداد المعارف (ونورا فِي شعري ونورا فِي بشري) ظَاهر جلدي (ونورا فِي لحمي) الظَّاهِر وَالْبَاطِن (ونورا فِي دمي ونورا فِي عِظَامِي) نَص على الْمَذْكُورَات كلهَا لِأَن إِبْلِيس يَأْتِي الْإِنْسَان من هَذِه الْأَعْضَاء فيوسوسهم فَدَعَا بِإِثْبَات النُّور فِيهَا ليدفع ظلمته (اللَّهُمَّ أعظم لي نورا وَأَعْطِنِي نورا وَاجعَل لي نورا) عطف عَام على خَاص أَي اجْعَل لي نورا شَامِلًا للأنوار المتقدّمة وَغَيرهَا (سُبْحَانَ الَّذِي تعطف بالعز) أَي تردّى بِهِ بِمَعْنى أَنه اتّصف بِأَنَّهُ يغلب كل شَيْء وَلَا يغالبه شَيْء (وَقَالَ بِهِ) أَي غلب بِهِ كل عَزِيز (سُبْحَانَ الَّذِي لبس الْمجد) أَي ارتدى بالعظمة والكبرياء وتكرم بِهِ) أَي تفضل وأنعم على عباده (سُبْحَانَ الَّذِي لَا يَنْبَغِي التَّسْبِيح إِلَّا لَهُ) أَي لَا يَنْبَغِي التَّنْزِيه الْمُطلق إِلَّا لجلاله تقدس (سُبْحَانَ ذِي الْفضل) الزِّيَادَة فِي الْخَيْر (وَالنعَم) جمع نعْمَة بِمَعْنى أنعام (سُبْحَانَ ذِي الْمجد وَالْكَرم سُبْحَانَ ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام) أَي الَّذِي يجله الموحدون عَن التَّشْبِيه بخلقه وَعَن أفعالهم أَو الَّذِي يُقَال لَهُ مَا أَجلك وأكرمك (ت وَمُحَمّد بن نصر) الْمروزِي (فِي) كتاب (الصَّلَاة طب وَالْبَيْهَقِيّ فِي) كتاب (الدَّعْوَات عَن ابْن عَبَّاس) وَفِي أسانيده مقَال لَكِنَّهَا تعاضدت
(اللَّهُمَّ لَا تَكِلنِي) لَا تصرف أَمْرِي (إِلَى نَفسِي) أَي إِلَى تدبيريها (طرفَة
1 / 211