تيسیر بی شرح الجامع الصغیر
التيسير بشرح الجامع الصغير
ناشر
مكتبة الإمام الشافعي
شماره نسخه
الثالثة
سال انتشار
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
محل انتشار
الرياض
من) نسَاء (أمتِي) أمة الْإِجَابَة لما حافظن على مَا أمرن بِهِ من السّتْر قابلهن بِالدُّعَاءِ بالغفر الَّذِي أَصله السّتْر فَذَاك ستر العورات وَذَا ستر الخطيئات (الْبَيْهَقِيّ فِي) كتاب (الْأَدَب عَن عليّ) ضَعِيف لضعف إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا الضَّرِير وَغَيره
(اللَّهُمَّ اغْفِر للْحَاج) حجا مبرورا (وَلمن اسْتغْفر لَهُ الْحَاج) قَالَه ثَلَاثًا فيتأكد طلب الاسْتِغْفَار من الْحَاج ليدْخل فِي دُعَاء الْمُصْطَفى وَفِي حَدِيث أوردهُ الْأَصْفَهَانِي فِي ترغيبه يغْفر لَهُ بَقِيَّة ذِي الْحجَّة وَالْمحرم وصفر وَعشر من ربيع الأوّل وروى مَوْقُوفا على عمر قَالَ ابْن الْعِمَاد وَرَوَاهُ أَحْمد مَرْفُوعا (هَب) وَكَذَا الْحَاكِم (عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ صَحِيح
(اللَّهُمَّ رب) أَي يَا رب (جِبْرِيل) اسْم عبودية لأنّ ايل اسْم الله فِي الْمَلأ الْأَعْلَى (وَمِيكَائِيل وإسرافيل وَمُحَمّد نَعُوذ) أَي نعتصم (بك من النَّار) أَي من عَذَابهَا وَخص الْأَمْلَاك الثَّلَاثَة لِأَنَّهَا الموكلة بِالْحَيَاةِ وَعَلَيْهَا مدَار نظام هَذَا الْعَالم أَو لكَمَال اختصاصهم وأفضليتهم على من سواهُم من الْمَلَائِكَة (طب ك) وَكَذَا ابْن السّني (عَن وَالِد أبي الْمليح) واسْمه عَامر بن أُسَامَة وَفِيه مَجَاهِيل لَكِن الْمُؤلف رمز لصِحَّته
(اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من علم لَا ينفع) وَهُوَ مَا لَا يَصْحَبهُ عمل أَو مَا لم يُؤذن فِي تعلمه شرعا أَو مَا لَا يهذب الْأَخْلَاق (وَعمل لَا يرفع) إِلَى الله رفع قبُول لرياء أَو فقد نَحْو إخلاص (وَدُعَاء لَا يُسْتَجَاب) أَي لَا يقبله الله لِأَن الْعلم غير النافع وبال على صَاحبه وَالْعَمَل إِذا ردّ يكون صَاحبه مغضوبا عَلَيْهِ وَالدُّعَاء إِذا لم يقبل دلّ على خبث صَاحبه (حم حب ك عَن أنس) وَهُوَ صَحِيح
(اللَّهُمَّ أحيني مِسْكينا وتوفني مِسْكينا واحشرني فِي زمرة الْمَسَاكِين) أَي اجمعني فِي جَمَاعَتهمْ بِمَعْنى اجْعَلنِي مِنْهُم لَكِن لم يسْأَل مسكنة ترجع للقلة بل للإخبات والتواضع والخشوع قَالَ شيخ الْفَرِيقَيْنِ السهروردي لَو سَأَلَ الله أَن يحْشر الْمَسَاكِين فِي زمرته لَكَانَ لَهُم الْفَخر العميم وَالْفضل الْعَظِيم فَكيف وَقد سَأَلَ أَن يحْشر فِي زمرتهم (وَأَن أَشْقَى الأشقياء من اجْتمع عَلَيْهِ فقر الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة) فَهُوَ أَشْقَى من كل شقي لِأَنَّهُ معذب فِي الدَّاريْنِ محروم فِي النشأتين (ك عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَقَالَ صَحِيح وَصَححهُ الضياء أَيْضا وَأَخْطَأ ابْن الْجَوْزِيّ
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من الْخَيْر كُله) أَي سَائِر أَنْوَاعه وَجَمِيع وجوهه (مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم وَأَعُوذ بك من الشَّرّ كُله مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم) هَذَا من جَوَامِع الدُّعَاء وَطَلَبه للخير لَا يُنَافِي أَنه أعْطى مِنْهُ مَا لم يُعْط غَيره لِأَن كل صفة من صِفَات المحدثات قَابِلَة للزِّيَادَة وَالنَّقْص (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (طب عَن جَابر بن سَمُرَة) بن جُنْدُب
(اللَّهُمَّ أحسن عاقبتنا فِي الْأُمُور كلهَا) أَي اجْعَل آخر كل عمل لنا حسنا فَإِن الْأَعْمَال بخواتيمها (وأجرنا من خزي الدُّنْيَا) رزاياها ومصائبها وغرورها وخدعها وتسلط الْأَعْدَاء وشماتتهم (وَعَذَاب الْآخِرَة) زَاد الطَّبَرَانِيّ فَمن كَانَ هَذَا دعاءه مَاتَ قبل أَن يُصِيبهُ الْبلَاء وَذَا من جنس اسْتِغْفَار الْأَنْبِيَاء مِمَّا علمُوا أَنه مغْفُور لَهُم للتشريع (حم حب ك عَن بسر) بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُهْملَة (ابْن أَرْطَأَة) صَوَابه ابْن أبي أَرْطَأَة العامري وَرِجَال بعض أسانيده ثِقَات
(اللَّهُمَّ بَارك لأمتي) أمة الْإِجَابَة (فِي بكورها) أَخذ مِنْهُ أَنه ينْدب لمن لَهُ وَظِيفَة من نَحْو قِرَاءَة أَو ورد أَو علم شَرْعِي أَو حِرْفَة فعله أول النَّهَار وَكَذَا نَحْو سفر وَعقد نِكَاح وإنشاء أَمر (حم ٤ حب ك عَن صَخْر) بن ودَاعَة (الغامدي) بغين مُعْجمَة ودال مُهْملَة الْأَزْدِيّ (هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (طب عَن ابْن عَبَّاس وَعَن ابْن مَسْعُود وَعَن عبد الله بن سَلام) بتَخْفِيف اللَّام (وَعَن عمرَان بن الْحصين) بِالتَّصْغِيرِ
1 / 207