تیسیر العزیز الحمید در تفسیر کتاب التوحید
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
پژوهشگر
زهير الشاويش
ناشر
المكتب الاسلامي،بيروت
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
محل انتشار
دمشق
ژانرها
عقاید و مذاهب
وفي بعض روايات هذا الحديث: "فقال أعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب، فيدخل فيها فيجربها كلها؟ قال: فمن أعدى الأول" ١. وفي رواية في "مسلم" أن أبا هريرة كان يحدث بحديث: "لا عدوى" ويحدث عن النبي ﷺ أنه قال: "لا يورد ممرِض على مصِح" ٢. ثم إن أبا هريرة اقتصر على حديث "لا يورد ممرض على مصح" ٣ وأمسك عن حديث: "لا عدوى"، فراجعوه فيه، فقالوا: سمعناك تحدثه، فأبى أن يعترف به. قال أبو سلمة الراوي عن أبي هريرة: فلا أدري أنسي أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر.
وقد روى حديث: "لا عدوى"، جماعة من الصحابة منهم أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، والسائب بن يزيد وابن عمر وغيرهم، فنسيان أبي هريرة له لا يضر. وفي بعض روايات هذا الحديث: "وفر من المجذوم كما تفر من الأسد".
وقد اختلف العلماء في ذلك اختلافًا كثيرًا.
فردت طائفة حديث: "لا عدوى"، بأن أبا هريرة رجع عنه. قالوا: والأخبار الدالة على الاجتناب أكثر فالمصير إليها أولى، وهذا ليس بشيء، لأن حديث: "لا عدوى"، قد رواه جماعة كما تقدم.
وعكست طائفة هذا القول، ورجحوا حديث: "لا عدوى"، وزيفوا ما سواه من الأخبار، وأعلوا بعضها بالشذوذ كحديث: "فر من المجذوم فرارك من الأسد" ٤. وبأن عائشة أنكرته كما روى ابن جرير عنها: أن امرأة سألتها عنه فقالت: ما قال ذلك، ولكنه قال: "لا عدوى" ٥. وقال: "فمن أعدى الأول" ٦. قالت: وكان لي مولى به
١ البخاري: الطب (٥٧١٧،٥٧٧١،٥٧٧٥)، ومسلم: السلام (٢٢٢٠)، وأبو داود: الطب (٣٩١١)، وأحمد (٢/٢٦٧،٢/٣٢٧) .
٢ مسلم: السلام (٢٢٢١)، وابن ماجه: الطب (٣٥٤١)، وأحمد (٢/٤٣٤) .
٣ مسلم: السلام (٢٢٢١)، وابن ماجه: الطب (٣٥٤١)، وأحمد (٢/٤٣٤) .
٤ البخاري: الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٨)، ومسلم: الحج (١٣٣٧)، والنسائي: مناسك الحج (٢٦١٩)، وابن ماجه: المقدمة (١،٢)، وأحمد (٢/٢٤٧،٢/٢٥٨،٢/٣١٣،٢/٣٥٥،٢/٤٢٨،٢/٤٤٧،٢/٤٥٦،٢/٤٦٧،٢/٤٨٢،٢/٤٩٥،٢/٥٠٨) .
٥ الترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٨)، والنسائي: الأشربة (٥٧١١)، وأحمد (١/٢٠٠)، والدارمي: البيوع (٢٥٣٢) .
٦ البخاري: الجمعة (١٠١٤)، ومسلم: صلاة الاستسقاء (٨٩٧)، والنسائي: الاستسقاء (١٥١٨) .
1 / 363