طوق الحمامه در محبت و دوستی
طوق الحمامة في الألفة والألاف
پژوهشگر
د. إحسان عباس
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٩٨٧ م
رقيبًا هذه صفته؛ وفي ذلك أقول قطعة منها: [من مخلع البسيط] مواصل لا يغب قصدًا ... اعظم بهذا الوصال غما صار وصرنا لفرط ما لا ... يزول كالإسم والمسمى ٣ - ثم رقيب على المحبوب، فذلك لا حيلة فيه إلا بترضيه.
وإذا أرضي فذلك غاية اللذة، وهذا الرقيب هو الذي ذكرته الشعراء في أشعارها.
ولقد شاهدت من تلطف في استرضاء رقيب حتى صار الرقيب عليه رقيبًا له، ومتغافلًا في وقت التغافل، ودافعًا عنه وساعيًا له؛ ففي ذلك أقول: [من الطويل] ورب رقيب أرقبوه فلم يزل ... على سيدي عمدًا ليبعدني عنه فما زالت الألطاف تحكم أمره ... إلى ان غدا خوفي له أمنًا منه وكان حسامًا سل حتى يهذني ... فعاد محبًا ما لنعمته كنه وأقول قطعة، منها: [من المنسرح] صار حياة وكان سهم ردى ... وكان سمًا فصار درياقا وإني لأعرف من رقب على بعض من كان يشفق عليه رقيبًا وثق به عند نفسه، فكان اعظم الآفة عليه وأصل البلاء فيه.
واما إذا لم يكن في الرقيب حيلة ولا وجد إلى ترضيه سبيل، فلا طمع إلا بالإشارة بالعين همسًا وبالحاجب أحيانًا، والتعريض اللطيف بالقول، وفي ذلك متعة وبلاغ إلى حين، يقنع به المشتاق؛ وفي ذلك أقول شعرًا أوله: [من الطويل] على سيدي مني رقيب محافظ ... وفي لمن والاه ليس بناكث ومنه: ويقطع أسباب اللبانة في الهوى ... ويفعل فيها فعل بعض الحوادث
1 / 168