طوق الحمامه در محبت و دوستی

ابن حزم d. 456 AH
160

طوق الحمامه در محبت و دوستی

طوق الحمامة في الألفة والألاف

پژوهشگر

د. إحسان عباس

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٩٨٧ م

وذهاب عقله اعتلاقه بجارية لأخيه، فمنعها وباعها لغيره، وما كان في إخوته مثله ولا أتم أدبًا منه. وأخبرني أبو العافية مولى محمد بن عباس بن أبي عبدة، أن سبب جنون يحيى بن محمد بن عباس بن أبي عبدة بيع جارية له كان يجد بها وجدًا شديدًا، كانت أمه أباعتها وذهبت إلى إنكاحه من بعض العامريات. فهذان رجلان جليلان مشهوران فقدا عقولهما واختلطا وصارا في القيود والأغلال، فأما مروان فأصابته ضربة مخطئة يوم دخول البربر قرطبة وانتهابهم لها، فتوفي ﵀. وأما يحيى بن محمد فهو حي على حالته المذكورة في حين كتابتي لرسالتي هذه، وقد رأيته أنا مرارًا وجالسته في القصر قبل أن يمتحن بهذه المحنة، وكان أستاذي وأستاذه الفقيه أبو الخيار اللغوي، وكان يحيى لعمري حلوًا من الفتيان نبيلًا. وأما من دون هذه الطبقة فقد رأينا منهم كثيرًا، ولكن لم نسمهم لخفائهم، وهذه درجة إذا بلغ المشغوف إليها فقد انبت الرجاء وانصرم الطمع، فلا دواء له بالوصل ولا بغيره، إذ قد استحكم الفساد في الدماغ، وتلفت المعرفة وتغلبت الآفة، أعاذنا الله من البلاء بطوله، وكفانا النقم بمنه.

1 / 243