85

تأویلات نجمیه

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

ژانرها

[المائدة: 52]، الالتفات إلى غير الله، ولو كانت قلوبهم سليمة من هذه العلة والمرض لشاهدوا جمال الحق فأحبوه حبا شديدا، ولم تبق محبة غير الله في قلوبهم، كما قال تعالى:

والذين آمنوا أشد حبا لله

[البقرة: 165].

{ فزادهم الله مرضا } [البقرة: 10] أي: فزاد مرض الالتفات على مرض خداعهم فحرموا عن الوصول والوصول { ولهم عذاب أليم } [البقرة: 10]، من حرمان الوصول إلى الله تعالى بما كانوا يكذبون، إنا أمنا بالله.

[2.11-17]

ثم ذكر من خصال هؤلاء الممكورين ما يدل على أنهم من المغرورين بقول تعالى: { وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض } [البقرة: 11]، إلى { لا يعلمون } [البقرة: 13] والإشارة في تحقيق الآيتين أن الإنسان - وإن خلق مستعدا لخلافة الأرض -، ولكنه في بداية الخلقة معلول الهوى والصفات النفسانية فيكون مائلا إلى الفساد.

كما أخبرت عنه الملائكة:

قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدمآء

[البقرة: 30]، فبأوامر الشريعة ونواهيها تخلص جوهر الخلافة عن معدن نفس الإنسان، فأهل السعادة وهم المؤمنون ينقادون للداعي إلى الحق، ويقبلون الأوامر والنواهي، وأهل الشقاوة وهم الكافرون والمنافقون يمرقون من الدين ويتبعون الهوى، { وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض } أي: لا تسعوا في إفساد حسن استعدادكم وصلاحيتكم للخلافة في الأرض باتباعكم الهوى وحرصكم على الدنيا { قالوا إنما نحن مصلحون } [البقرة: 11]، لا يقبلون النصيحة ويدعون الصلاحية غافلين عن حقيقتها، فكذبهم الله تعالى بقوله: { ألا إنهم هم المفسدون } [البقرة: 12]، يفسدون صلاح آخرتهم بإصلاح دنياهم { ولكن لا يشعرون } [البقرة: 12]، لهم بإفساد حالهم وسوء أعمالهم وعظم وبالهم من خسارة حسن صنيعهم وادعائهم الصلاح على أنفسهم، كما قال تعالى:

قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا

صفحه نامشخص