تأویلات نجمیه
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
ژانرها
[النساء: 47]، فلما أصروا على الجحود والإنكار والإباء والاستكبار أدركتهم اللعنة والطمس وشوهت صورتهم، كما أدركت إبليس وشوهت صورته، فظهرت منهم هذه الأفعال والأحوال { ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا } [النساء: 52]؛ يعني: من أصابته لعنة الله أبطلت استعداده وقبول الحق فيبقى في إنكاره وجحوده، فلم تجد له نصيرا من الأنبياء والأولياء ليعادله ويخرجه من هذه الظلمات.
[4.53-56]
ثم أخبر عن إمارة أخرى بقوله تعالى: { أم لهم نصيب من الملك } [النساء: 53]؛ يعني: إمارة المغرورين بعلم الظاهر الممكورين بمكر النفس والشيطان، بل بمكر الحق إن لو كان لأحدهم من المال والملك نصيب وأفسر، { فإذا لا يؤتون الناس نقيرا } [النساء: 53]، من أهل الحق والعلم الحقير، نقيرا من الحسد والبغض والحقد لأرباب الحقيقة والمنافاة فيما بينهم.
ثم أخبر عن إمارة أخرى فيهم وهي الحسد بقوله تعالى: { أم يحسدون الناس } [النساء: 54]، وهم أرباب الحقيقة { على مآ آتهم الله من فضله } [النساء: 54]؛ أي: من علوم لدنية من غير تعليم، هو أعطاهم وعلمهم فضلا منه ورحمة، فلا يضرهم حسد الحاسدين، { فقد آتينآ آل إبرهيم الكتب والحكمة } [النساء: 54]، والإشارة في: آل إبراهيم إلى أهل الخلة والمحبة فإنهم آل إبراهيم في الخلة، كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم من آلك يا رسول الله؟ فقال: " كل مؤمن " ، ويشير بالكتاب والحكمة إلى العلم الظاهر الذي يتعلق بالكتابة والدراسة، والعلم الباطن الذي يتعلق بأحكام الإيقان من شواهد الغيب؛ يعني: فإن أرباب الحقيقة الذين يقتدى بهم في هذا الشأن من أعطاهم العلم الظاهر من علم الكتاب والسنة، والعلم الباطن الذي هو الحكمة، { وآتيناهم ملكا عظيما } [النساء: 54]؛ يعني: معرفة الله تعالى، فإن الملك الحقيقي هو المعرفة العظيمة على الإطلاق.
ثم أخبر عن علماء الظاهر المقبول المقبل منهم والمردود والمدبر منهم، بقوله تعالى: { فمنهم من آمن به } [النساء: 55]، يشير إلى من صدق العلماء المحققين بما أعطاهم الله واستفاد منهم بالصدق والإرادة، وما حسد عليهم، { ومنهم من صد عنه } [النساء: 55]، واعترض عليه وأنكره وحسده وآذاه بالقول والفعل مهما قدر عليه، { وكفى بجهنم } [النساء: 55]، نفسه المنكرة الملعونة الحاسدة، { سعيرا } [النساء: 55]، تسعر على حسناتهم نار الحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، فيحشر يوم القيامة بلا حسنات
وأحاطت به خطيئته
[البقرة: 81]،
أولئك أصحب النار هم فيها خلدون
[الأعراف: 36]، بل يكون هو سعيرا يه تسعر جهنم على أهلها، كقوله تعالى:
نارا وقودها الناس والحجارة
صفحه نامشخص