تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
ژانرها
كما أبرزت «فلسفة الحياة» علم نفس تحليليا ووصفيا في مواجهة علم النفس «الطبيعي».
16
وبسبب نقص التنظير العلمي الدقيق، ووضع المشاكل والحلول المنهجية اليقينية لم تستطع مقاومة نقد علم النفس «الطبيعي» وتقدمه.
17
ومع ذلك استأنفت كثير من البحوث «فلسفة الحياة» التي شنها مؤسسها من أجل إعطائها توضيحا أخيرا وتأسيسها تأسيسا علميا دقيقا، أو على الأقل في حدود معينة، حتى اكتمال الظاهريات.
18
وهكذا تستمر الظاهريات في النهل من منبع «فلسفة الحياة»، وفي نفس الوقت تنقدها وتتجاوزها. «فلسفة الحياة» فلسفة حدسية، تريد تأسيس العلوم الإنسانية «علوم الروح» خاصة علم النفس على تجربة باطنية شاملة خالصة، دون تأسيس هذه التجربة على تنظير تحليلي مجرد. ونقصت نظرية التجربة الباطنية نظرية في العقل. فإذا كانت «فلسفة الحياة» تمثل التجربة الخالصة في مواجهة علم النفس «الطبيعي»، فإنها تهمل التحليل المنطقي الرياضي، وهي الإضافة الأساسية للظاهريات. وإذا استطاعت «فلسفة الحياة» أن تبلور حدسا عيانيا، فإنها ظلت مرتبطة بالفردي والجزئي، في حين تضع الظاهريات الفردي في علم رياضي شامل وموضوعي.
19
وإذا كانت «فلسفة الحياة» تطورية، فإن الظاهريات تريد الوصول إلى ماهيات ثابتة. وإذا كانت «فلسفة الحياة» متجذرة في الحياة، فإن الظاهريات تريد تأطيرها في الفعل؛ لذلك لم تستطع «الفلسفة الأولى» أن تتخلص كلية من الاتجاه الطبيعي، ولم يكن كافيا التوضيح المنهجي. والمتطلبات الاستقرائية في حاجة إلى أسس عقلية. «فلسفة الحياة» تحليل نسقي ل «الروح» في حين أن الظاهريات تحليل نسقي للماهية؛ لذلك لم تكن لفلسفة الحياة أثر مباشر على فلسفة العصر بالرغم من أثرها المبطن غير المباشر.
20
صفحه نامشخص