تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
ژانرها
والباب الثاني: المنهج الظاهرياتي: محاولة للفهم والتكوين والتفسير. ويضم ثلاثة فصول؛ الأول: فهم الظاهريات. والثاني: تكوين الظاهريات. والثالث: تأويل الظاهريات.
والباب الثالث: ظاهريات الدين. ويضم أيضا ثلاثة فصول؛ الأول: فلسفة الدين. والثاني: ظاهريات الدين. والثالث: ظاهريات التأويل.
ويمكن اعتبار «ظاهريات التأويل» الجزء الثاني من «مناهج التأويل»؛ الأول نقطة تطبيق ثانية للتأويل في نصوص العهد الجديد، في حين أن الثاني نقطة تطبيق أولى في النص القرآني ونص الحديث. أما «تأويل الظاهريات» فهي المقدمة المنهجية للاثنين معا، تعرض المنهج الظاهرياتي الذي تم تطبيقه في «مناهج التأويل» على نحو غير مباشر ودون الإعلان عنه؛ حتى يظل الموضوع والمنهج نابعين من حضارة واحدة، هي الحضارة الإسلامية، ثم تطبيقه في «ظاهريات التأويل» على نحو مباشر وبالإعلان عنه؛ حتى يظل الموضوع والمنهج نابعين أيضا من حضارة واحدة، هي الحضارة الغربية.
مقدمة1
(1) ظاهرة «الوعي الأوروبي»
مبهورا بأوروبا، وواقعا تحت إغراء لغتها وألفاظها ومصطلحاتها، ومندهشا لظروفها ومحيطها، قال أحد المفكرين: «هذا انفعال خالص يمكن أن يخضع للتأمل.» وداخل هذا الانفعال يكمن الغرب كموضوع للدراسة؛ إذ يشير هذا اللفظ «أوروبا» إلى وحدة اقتصادية وسياسية. وقد استبدل به تعبير «الوعي الأوروبي»، وهو يشير إلى وحدة فكرية لها صفات خاصة. وبالفعل أصبح «الوعي الأوروبي» منذ فترة موضوعا رئيسيا، ليس فقط في فلسفة التاريخ، بل أيضا في الفلسفة الخالصة.
2
ويستبدل أحيانا بلفظ «أوروبي» لفظ «غربي». يشير لفظ «أوروبي» إلى ميدان الأيديولوجيا، بينما يشير الثاني إلى الميدان المادي. يشير الأول إلى «الحضارة»، بينما يشير الثاني إلى «المدنية». وما زال لفظ «أوروبي» يحتفظ بصفاته، ولم يستعمل على نحو عشوائي كما استعمل لفظ «غربي». ويشير لفظ «أوروبي» الآن إلى أيديولوجيا الوحدة الاقتصادية والسياسية لأوروبا، وقد كان يشير له من قبل إلى «كل روحي» لميراث مشترك له خصوصيته المتميزة.
3
أصبح لفظ «الغرب» يشير إلى بيئة خاصة تنبثق منها موضوعات نظرية ومظاهر عملية للسلوك الإنساني،
صفحه نامشخص