تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
ژانرها
فقد أخذت أيضا الخبرات الطبيعية، أي التجارب غير الفلسفية، كنقطة بداية لتأمل فلسفي ظاهراتي،
12
ويتشابهان في أن قدر الفلسفة أعظم بكثير من قدر الظاهريات، وتبدو الظاهريات على نحو غير مباشر في الاعتماد على بعض الموضوعات الظاهراتية وتطويرها، واستخدمت الخبرات غير الفلسفية ضد الفلسفة الرسمية والمذهبية التي تم قدها خارج المقياس الإنساني والواقع العملي، أصبح المنهج الظاهرياتي فلسفة غير مذهبية، وقد أدى غياب «التمذهب» إلى العيب النقيض وهي الأفكار المتناثرة، واختلطت الفلسفة بباقي العلوم الإنسانية خاصة علم النفس، واستعمل تاريخ الفلسفة كمناسبة للتأمل في النظريات الماضية.
وقد أصبح لفظ «ظاهريات» شائعا للغاية بحيث أصبح يطلق على أي تأمل فلسفي مستقل يند عن البحوث التاريخية في تاريخ الفلسفة كعقائد ومذاهب.
13
كانت التأملات في الحقيقة تأملات فلسفية خالصة، ودون أن تذكر الظاهريات لا كموضوع ولا كمذهب ولا حتى كأفكار رئيسية موجهة كما أرادها صاحبها في مجموعة «الأفكار»، بل تغيب الإحالات إليها تماما، ولو يلمس عرضا التأمل من بعيد بعض الموضوعات الظاهراتية، فإنه يتم التعامل معها دون أن يكون لها أي أولوية على التعامل مع أي موضوعات أخرى.
وقد استعملت الظاهريات بوضوح كفلسفة أكثر منها كمنهج، وتتصارع مع النظريات والمذاهب الفلسفية السابقة ودون تصدرها كمنهج للبحث عن الحقيقة،
14
وتجابه النظريات والأنساق الفلسفية في التاريخ دون ملاحظة أن الظاهريات هي اكتمال الحقيقة التي طالما كانت موضوعا للبحث منذ عصر النهضة.
15
صفحه نامشخص