توحید و قره عیون موحدین

عبد الرحمن بن حسن d. 1285 AH
148

توحید و قره عیون موحدین

كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين

پژوهشگر

بشير محمد عيون

ناشر

مكتبة المؤيد،الطائف،المملكة العربية السعودية/ مكتبة دار البيان،دمشق

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١١هـ/١٩٩٠م

محل انتشار

الجمهورية العربية السورية

وقوله: ﴿قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾ ١ الآية. عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " لا عدوى، ولا ................................................................................................................... وقوله: ﴿قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾ الآية المعنى حظكم وما نالكم من شر معكم بسبب أفعالكم وكفركم ومخالفتكم الناصحين، ليس هو من أجلنا ولا بسببنا بل ببغيكم وعدوانكم، فطائر الباغي الظالم معه، فما وقع به من الشرور فهو سببه الجالب له، وذلك بقضاء الله وقدره وحكمته وعدله. قوله: ﴿أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ﴾ أي من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله قابلتمونا بهذا الكلام ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ . قوله: "لا عدوى " قال أبو السعادات: العدوى اسم من الأعداء كالدعوى يقال: أعداه الداء يعديه إعداء إذا أصابه مثل ما بصاحب الداء. قوله: "ولا طيرة " قال ابن القيم: "يحتمل أن يكون نفيا أو نهيا أي لا تطيروا، ولكن قوله في الحديث: " ولا عدوى ولا صفر ولا هامة "يدل على أن المراد النفي وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنفي في هذا أبلغ من النهي؛ لأن النفي يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره والنهي إنما يدل على المنع منه. قال عكرمة: كنا جلوسا عند ابن عباس فمر طائر يصيح، فقال رجل من القوم: خير، خير، فقال له ابن عباس: لا خير ولا شر، فبادره بالإنكار عليه لئلا يعتقد تأثيره في الخير والشر. وخرج طاووس مع صاحب له في سفر فصاح غراب فقال الرجل: خير، فقال طاووس: وأي خير عند هذا، لا تصحبني". انتهى ملخصا. قوله: "ولا هامة " بتخفيف الميم على الصحيح. قال الفراء: الهامة طير من طير الليل، كان يعني البومة. قال ابن الأعرابي: كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم يقول: نعت إلي نفسي أو أحدا من أهل داري، فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله. وقوله: "ولا صفر " بفتح الفاء، روى أبو عبيدة في غريب الحديث عن رؤبة أنه قال: هي حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس وهي أعدى من الجرب عند العرب، وعلى هذا فالمراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى، وممن قال بهذا سفيان بن عيينة والإمام أحمد والبخاري وابن جرير وقال: المراد به شهر صفر. والنفي لما كان أهل

١ سورة يس آية: ١٩.

1 / 148