توحید و قره عیون موحدین

عبد الرحمن بن حسن d. 1285 AH
139

توحید و قره عیون موحدین

كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين

پژوهشگر

بشير محمد عيون

ناشر

مكتبة المؤيد،الطائف،المملكة العربية السعودية/ مكتبة دار البيان،دمشق

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١١هـ/١٩٩٠م

محل انتشار

الجمهورية العربية السورية

و"لهما" عن ابن عمر ﵄ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن من البيان لسحرا " ١. ............................................................................................................ " هي النميمة " فأطلق عليها العضة؛ لأن النمام يعمل عمل الساحر. وذكر ابن عبد البر عن يحيى بن أبي كثير قال: "يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة". وقال أبو الخطاب في عيون المسائل: "ومن السحر السعي بالنميمة والإفساد بين الناس". قال ابن حزم: "واتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة". وفيه دليل على أنها من الكبائر. قوله: "القالة بين الناس " ومنه الحديث: " ففشت القالة بين الناس " أي كثرة القول وإيقاع الخصومة. قوله: "ولهما عن ابن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " إن من البيان لسحرا "٢ " البيان الفصاحة والبلاغة. قال ابن عبد البر: تأوله طائفة على الذم؛ لأن السحر مذموم. وذهب أكثر أهل العلم وجماعة أهل الأدب إلى أنه على المدح؛ لأن الله تعالى مدح البيان، قال: وقال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - لرجل سأله عن حاجة فأحسن المسألة فأعجبه قوله: " هذا والله السحر الحلال "انتهى، والأول أصح، والمراد به البيان الذي فيه تمويه على السامع وتلبيس كما قال بعضهم. في زخرف القول تزيين لباطله ... والحق قد يعتريه سوء تعبير مأخوذ من قول الآخر: تقول هذا مجاج النحل تمدحه ... وإن تشا قلت ذا قيء الزنانير مدحا وذما وما جاوزت وصفهما ... والحق قد يعتريه سوء تعبير قوله: " إن من البيان لسحرا "هذا من التشبيه البليغ؛ لكون ذلك يعمل عمل السحر فيجعل الحق في قالب الباطل والباطل في قالب الحق. فيستميل به قلوب الجهال حتى يقبل الباطل وينكر الحق. وأما البيان الذي يوضح الحق ويقرره، ويبطل الباطل ويبينه، فهذا هو الممدوح، وهكذا حال الرسل وأتباعهم ولهذا علت مراتبهم في الفضائل وعظمت حسناتهم.

١ البخاري رقم (٥١٤٦) في النكاح: باب الخطبة، رقم (٥٧٦٧) في الطب: باب إن من البيان سحرا، ومالك في " الموطأ " ٢/ ٩٨٦ في الكلام: باب ما يكره من الكلام، وأبو داود رقم (٥٠٠٧) في الأدب: باب ما جاء في المتشدق في الكلام، والترمذي رقم (٢٠٢٩) في البر والصلة: باب ما جاء في أن من البيان سحرا، وأحمد في " المسند ٢ / ١٦ و٥٩ و٦٣ و٩٤ من حديث عبد الله بن عمر ﵄، ورواه أيضا مسلم رقم (٨٦٩) في الجمعة: باب تخفيف الصلاة والخطبة، وأحمد في " المسند" ٤/ ٣٦٣ من حديث عمار بن ياسر ﵁، وأبو داود رقم (٥٠١١)، وأحمد في"المسند" ١/ ٢٦٩ و٣٠٣ و٣٠٩ و٣١٣ و٣٢٧ و٣٣٢ من حديث عبد الله بن عباس ﵄، وأحمد في " المسند" ٣ / ٤٧٠ من حديث معن بن يزيد السلمي ﵁، وأبو داود رقم (٥٠١٢) من حديث بريدة ﵁. ٢ البخاري: النكاح (٥١٤٦)، والترمذي: البر والصلة (٢٠٢٨)، وأبو داود: الأدب (٥٠٠٧)، وأحمد (٢/١٦،٢/٥٩،٢/٦٢،٢/٩٤)، ومالك: الجامع (١٨٥٠) .

1 / 139