Tawfiq al-Rabb al-Mun'im bi-Sharh Sahih al-Imam Muslim
توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم
ناشر
مركز عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
ژانرها
مختصرًا، وأما الرواية المطولة السابقة عن عمر بن الخطاب فقد انفرد بها مسلم ﵀، ولم يروها الإمام البخاري.
وحديث أبي هريرة ﵁ فيه: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، ومَلَائِكَتِهِ، وَكِتَابِهِ» بإفراد «وَكِتَابِهِ»، وأما حديث عمر ﵁ فورد فيه مجموعًا: «وَكُتُبِهِ»، وهما بمعنى واحد، فقوله: «وَكِتَابِهِ» جنس، والمراد: الكتب؛ لأن المفرد إذا أضيف أفاد العموم (^١).
ثم قال: «واليَوْمِ الآخِرِ»، ويوم القيامة سمي اليوم الآخِر؛ لأنه في مقابلة اليوم الأول، فالدنيا هي اليوم الأول، والآخرة هي اليوم الآخر.
وفي رواية أبي هريرة ﵁ لما سأله عن الإسلام قال: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ، وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا»، وأما في رواية عمر بن الخطاب ﵁ فقال: «أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ﷺ)، وهذا يدل على أن المراد بالشهادتين: توحيد الله ﷿، ونفي الشرك، وليس المراد: لفظهما، ومجرد النطق بهما؛ لأن الروايات يفسر بعضها بعضًا.
والتوحيد: إفراد الله ﵎ بالعبادة، وعدم إشراك غيره معه، كما جاء في هذه الرواية: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ، وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا»، وفي حديث عمر ﵁: «أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ﷺ)، والمعنى واحد، فالمراد: توحيد الله وإخلاص الدين له، ونفي الشرك، فتشهد لله بالوحدانية، ولنبيه ﷺ بالرسالة، مع العلم واليقين والإخلاص والصدق والمحبة والانقياد والقبول.
وهنا لما سأله عن الساعة قال: «سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا، إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا»، وفي رواية عمر ﵁ قال: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا»، وفي الرواية الأخرى «بَعْلَهَا».
ومعنى ربها وربتها: سيدها ومالكها وسيدتها ومالكتها، أو زوجها، أو بمعنى: ابن سيدها، وبنت سيدها.
_________
(^١) البحر المحيط، للزركشي (٤/ ١٤٧)، روضة الناظر، لابن قدامة (٢/ ١١).
1 / 56