342

توضیح مقاصد

توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم

ویرایشگر

زهير الشاويش

ناشر

المكتب الإسلامي

ویراست

الثالثة

سال انتشار

١٤٠٦

محل انتشار

بيروت

الى غير من قَامَ بِهِ كَانَ ذَلِك محالا وَهُوَ قلب للحقائق وَهُوَ بِمَنْزِلَة أَخَوَيْنِ بَصِير واعمى فَهَل يُسمى الاعمى بَصيرًا لَان أَخَاهُ مبصر وَهل يُسمى المبصر أعمى لَان أَخَاهُ أعمى فَهَل فِي قلب الْحَقَائِق مثل هَذَا
وَقَوله فلئن زعمتم أَن ذَلِك ثَابت فِي فعله الخ أَي إِن زعمتم أَن ذَلِك ثَابت فِي فعله أَي لَان الْفِعْل عِنْدهم هُوَ الْمَفْعُول والخلق هُوَ الْمَخْلُوق وَالْفِعْل لَيْسَ قَائِما بِاللَّه تَعَالَى عِنْدهم لِئَلَّا تقوم بِهِ الْحَوَادِث عِنْدهم وَلَكِن يَصح أَن يشتق مِنْهُ خَالق فَكَذَلِك الْكَلَام فَهُوَ عِنْدهم فَاعل لكَلَامه وَكتابه وَلم يزدْ النَّاظِم على هَذَا القَوْل هُنَا لانه سيبسط الْكَلَام عَلَيْهِ فِيمَا بعد
قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى
... ومخالف الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول
والفطرات والمسموع للانسان ... من قَالَ إِن كَلَامه سُبْحَانَهُ
وصف قديم أحرف وَمَعَان ... وَالسِّين عِنْد الْبَاء لَيست بعْدهَا
لَكِن هما حرفان مقترنان ... أَو قَالَ إِن كَلَامه سُبْحَانَهُ
معنى قديم قَامَ بالرحمن ... مَا إِن لَهُ كل وَلَا بعض وَلَا الْعَرَبِيّ حَقِيقَته وَلَا العبراني
والامر عين النَّهْي واستفهامه ... هُوَ عين إِخْبَار بِلَا فرقان
وَكَلَامه كحياته مَا ذَاك مَقْدُورًا ... لَهُ بل لَازم الرَّحْمَن
هَذَا الَّذِي قد خَالف الْمَعْقُول ... وَالْمَنْقُول والفطرات للانسان ...

1 / 343