ويؤيد رواية ابن حزم في أن ذلك عند طول القيام، أن البخاري حكى ذلك عن علي في باب الاستعانة من صحيحه، فقال: ووضع علي رضي الله عنه كفه على رسغه الأيسر. إلا أن يحك جلدا أو يصلح ثوبا( ).
ورغم ذلك ففي هذه الرواية عدة علل تمنع من صحتها والاعتماد عليها:
الأولى أن كثيرا من المحدثين قد ضعفوها.
فقال ابن حجر: لا يعرف إلا من طريق جرير( ).
وقال الشوكاني: في إسناد أبو طالوت عبد السلام( ).
وقال أبو الطيب الأبادي: في إسناده جرير الضبي( ).
وأعله الأرنؤوط فقال: في سنده غزوان بن جرير، لم يوثقه إلا ابن حبان، على عادته في توثيق المجاهيل( ).
الثانية أن فيه جرير الضبي، قال ابن حجر: قرأت بخط الذهبي في الميزان: لا يعرف( ). ولم يذكر المزي في ترجمته إلا أنه روى عن علي وروى عنه ولده غزوان، ولم يرو إلا هذا الحديث( ).
* وفيه ابن جرير، واسمه: غزوان، ذكر الأرنؤوط: أنه لم يوثقه غير ابن حبان، وكذا أبوه( ). وابن حبان معروف بتوثيق المجاهيل. نص على ذلك غير واحد( ).
الثالثة رواه البخاري معلقا بدون سند، ولعله لو وجد له إسنادا يعتمد عليه لذكره.
وقد أشار ابن حجر أنه نفس الأثر المروي عن علي من طريق جرير الضبي( ). وهو الظاهر فقد يكون البخاري احتاج إلى الاستشهاد بهذا الأثر، ولكنه لم يجد له طريقا تصلح لإدخالها في الصحيح، فذكره معلقا.
الرابعة أنه قد وقع اضطراب في لفظ الرواية، ففي رواية أبي داود: يمسك شماله بيمينه على الرسغ فوق السرة. وفي رواية ابن أبي شيبة: يضع يمينه.. بدل يمسك. وليس فيها فوق السرة. وفيها زيادة: ولا يزال كذلك حتى يركع، إلا أن يصلح ثوبه أو يحك جسده.
صفحه ۷۰